ومن طريق الخاصّة ؛ ما رواه الشيخ في الصحيح ، عن يحيى الحلبي ، عن الصادق عليهالسلام قال : «إذا أذّنت في أرض فلاة وأقمت صلّى خلفك صفّان من الملائكة» (١) (٢) ، [انتهى].
قلت : الأخبار الدالّة على استحبابه في السفر أيضا كثيرة ، منها ما سنذكر في سقوط الأذان الثاني في الجمع بين الفريضتين في المشعر وعرفة ، وغير ذلك.
لكن يظهر من بعض الأخبار أنّ كلّ واحد من الأذان والإقامة يقصران في السفر ، بأن يصيرا واحدة واحدة وطاق طاق.
مثل معتبرة بريد بن معاوية عن الباقر عليهالسلام : «الأذان يقصر في السفر كما تقصر الصلاة ، الأذان واحدا واحدا والإقامة واحدة واحدة» (٣).
وصحيحة جعفر بن بشير ، عن نعمان الرازي ، عن الصادق عليهالسلام يقول : «يجزيك من الإقامة طاق طاق في السفر» (٤).
بل في صحيحة ابن مسكان ، عن بريد مولى الحكم ، عمّن حدّثه عنه عليهالسلام يقول : «لئن اقيم مثنى مثنى أحبّ إليّ من أن اؤذّن واقيم واحدا واحدا» (٥) ، وعمل بمضمونها في «الذكرى» (٦).
بل في «الذخيرة» : ويجوز النقص عن المشهور في السفر عند الأصحاب ،
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ٢ / ٥٢ الحديث ١٧٣ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٣٨١ الحديث ٦٨٥٠.
(٢) منتهى المطلب : ٤ / ٤٢٦ و ٤٢٧.
(٣) تهذيب الأحكام : ٢ / ٦٢ الحديث ٢١٩ ، الاستبصار : ١ / ٣٠٨ الحديث ١١٤٣ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٤٢٤ الحديث ٦٩٩٠.
(٤) تهذيب الأحكام : ٢ / ٦٢ الحديث ٢٢٠ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٤٢٥ الحديث ٦٩٩٣.
(٥) تهذيب الأحكام : ٢ / ٦٢ الحديث ٢١٨ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٤٢٣ الحديث ٦٩٨٨.
(٦) ذكرى الشيعة : ٣ / ٢٠١.