ومع ذلك يحصل المستحبّ الظاهر من الأخبار ، منها ما مرّ في شرح قول المصنّف : «ورفع الصوت للرجل» (١).
قوله : (حسن الصوت).
ذكر ذلك جماعة من الأصحاب (٢).
قوله : (قائما على مرتفع).
أمّا القيام فقد مرّ ، وأمّا كونه على مرتفع ، فلما مرّ في شرح قول المصنّف : «ورفع الصوت» من أنّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «يا بلال ، اعل فوق الجدار» (٣) ، مع أنّه أبلغ في رفع الصوت ، ويحصل ما هو أعم وأكمل وأتمّ.
والظاهر عدم استحباب الصعود على المنارة لعدم النص ، ولرواية علي بن جعفر أنّه سأل أخاه موسى عليهالسلام : عن الأذان في المنارة أسنّة هو؟ فقال : «إنّما [كان] يؤذّن للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الأرض ولم يكن يومئذ منارة» (٤).
فما في «المختلف» من أنّ الوجه استحبابه في المنارة ، للأمر بوضعها مع حائط غير مرتفعة ، فلولا استحباب الأذان فيها ، لكان وضعها عبثا (٥) ، فيه ما فيه ، لعدم معلوميّة الأمر بوضع المنارة.
وما استدلّ به عليه من أنّ عليّا عليهالسلام مرّ على منارة طويلة فأمر بهدمها ثمّ
__________________
(١) راجع! الصفحة : ٥٢٦ و٥٢٧ (المجلّد السادس) من هذا الكتاب.
(٢) منتهى المطلب : ٤ / ٤٠٠ ، روض الجنان : ٢٤٣ ، ذخيرة المعاد : ٢٥٥.
(٣) الكافي : ٣ / ٣٠٧ الحديث : ٣١ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ٥٨ الحديث ٢٠٦ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٤١١ الحديث ٦٩٥٧.
(٤) تهذيب الأحكام : ٢ / ٢٨٤ الحديث ١١٣٤ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٤١٠ الحديث ٦٩٥٦.
(٥) مختلف الشيعة : ٢ / ١٢٣.