ورواية سورة بن كليب عن الباقر عليهالسلام : عن أدنى ما يجزئ من التشهّد ، فقال : «الشهادتان» (١).
وفيه ردّ على العامّة الذين حذفوا الشهادة بالرسالة ، ولهذا ورد أيضا عن الصادق عليهالسلام أنّ «التشهّد في كتاب علي عليهالسلام شفع» (٢).
وفي صحيحة البزنطي أنّه سأل أبا الحسن عليهالسلام وقال : جعلت فداك ، التشهّد الذي في الثانية يجزئ أن أقول في الرابعة؟ قال عليهالسلام : «نعم» (٣).
وهو إجماعي أيضا ، ويظهر من الأخبار أنّ التشهّد الأوّل كان أخصّ.
وفي صحيحة صفوان عن ابن بكير ، عن عبد الملك بن عمرو ، عن الصادق عليهالسلام قال : «التشهّد في الركعتين الأوّلتين : الحمد لله أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله ، اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ، وتقبّل شفاعته وارفع درجته» (٤).
وأمّا التشهّد الثاني ، فقد ذكر في الأخبار بطول (٥) ، من أراد الاطّلاع فليلاحظ.
فإذا عرفت جميع ما ذكرنا ، ظهر لك أنّ ما يظهر من بعض الأخبار ممّا يخالف ما ذكر ، إمّا محمول على التقيّة أو مؤوّل ، مثل صحيحة زرارة قال : قلت للباقر عليهالسلام :
__________________
(١) الكافي : ٣ / ٣٣٧ الحديث ٣ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ١٠١ الحديث ٣٧٥ ، الاستبصار : ١ / ٣٤١ الحديث ١٢٨٥ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٣٩٨ الحديث ٨٢٧٧.
(٢) تهذيب الأحكام : ٢ / ١٠٢ الحديث ٣٨٠ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٣٩٨ الحديث ٨٢٧٦.
(٣) تهذيب الأحكام : ٢ / ١٠١ الحديث ٣٧٧ ، الاستبصار : ١ / ٣٤٢ الحديث ١٢٨٧ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٣٩٧ الحديث ٨٢٧٤.
(٤) تهذيب الأحكام : ٢ / ٩٢ الحديث ٣٤٤ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٣٩٣ الحديث ٨٢٦٤.
(٥) لاحظ! وسائل الشيعة : ٦ / ٣٩٣ الباب ٣ من أبواب التشهّد.