ما يجزئ من القول [في التشهّد] في الركعتين الأوّلتين؟ قال : تقول : «أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له» ، فقلت : فما يجزئ من التشهّد في الأخيرتين ، فقال : «الشهادتان» (١).
وكذا صحيحته عن الصادق عليهالسلام : عن الرجل يحدث بعد ما يرفع رأسه من السجود الأخير ، فقال : «تمّت صلاته ، فإنّما التشهّد سنّة [في الصلاة] ، فليتوضّأ ويجلس مكانه أو مكانا نظيفا فيتشهّد» (٢).
وأمثال هذه الأخبار ، لأنّ كثيرا من العامّة كانوا قائلين بعدم وجوب التشهّد الأوّل ، ومنهم الشافعي والأوزاعي ومالك (٣) ، وكثيرا منهم كانوا قائلين بعدم وجوب التشهّد الثاني ، منهم مالك وأبو حنيفة والأوزاعي والنخعي والزهري وغيرهم (٤).
هذا ، مضافا إلى القائلين بحذف الشهادة بالرسالة (٥).
وما في غير واحد من الأخبار ، من أنّه «إذا جلس الرجل للتشهّد فحمد الله أجزأه» ، يحتمل التقيّة ، كما احتمله في «التهذيب» أيضا ، مصرّحا بأنّه مذهب العامّة (٦).
ويحتمل إرادة آداب التشهّد ومستحبّاته ، ردّا على العامّة الذين أطالوا في
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ٢ / ١٠٠ الحديث ٣٧٤ ، الاستبصار : ١ / ٣٤١ الحديث ١٢٨٤ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٣٩٦ الحديث ٨٢٧٢ مع اختلاف يسير.
(٢) تهذيب الأحكام : ٢ / ٣١٨ الحديث ١٣٠٠ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٤١١ الحديث ٨٣٠٥ مع اختلاف يسير.
(٣) الامّ : ١ / ١١٧ و ١١٨ ، المغني لابن قدامة : ١ / ٣١٣ المسألة ٧٤٣ ، المجموع للنووي : ٣ / ٤٥٠ ، مغني المحتاج : ١ / ١٧٢.
(٤) المحلّى بالآثار : ٢ / ٣٠٠ و ٣٠١ ، المغني لابن قدامة : ١ / ٣١٧ المسألة ٧٥٢ ، المجموع شرح المهذّب : ٣ / ٤٦٢.
(٥) لاحظ! بداية المجتهد : ١ / ١٣٢.
(٦) تهذيب الأحكام : ٢ / ٣٢٠ الحديث ١٣٠٥.