وممّا ينادي بصحّتها وكونها عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكون ذلك ملقى بالقبول بين الأئمّة عليهمالسلام والمسلمين ، ما في علل الفضل بن شاذان عن الرضا عليهالسلام : «فإن قيل : فإن جعل التسليم تحليل الصلاة ولم يجعل بدلها تكبيرا أو تسبيحا أو ضربا آخر ، قيل : لأنّه لمّا كان الدخول في الصلاة تحريم الكلام للمخلوقين والتوجّه إلى الخالق كان تحليلها كلام المخلوقين» (١) ، الحديث.
وقد عرفت أنّ سند هذه العلل لا يقصر عن الصحيح ، ومع ذلك حجّة عند الصدوق وغيره ، ودلّ على انحصار التحليل فيه بدلالة واضحة ، كما أنّ نفس عبارة الرواية دلالتها عليه أيضا واضحة ، كما ستعرف.
وممّا ينادي أيضا في كتاب «العلل» في باب علّة التسليم في الصلاة بسنده عن المفضّل بن عمر ، عن الصادق عليهالسلام سأله عن العلّة التي من أجلها وجب التسليم في الصلاة ، قال : «لأنّه تحليل الصلاة». إلى أن قال : قلت : فلم صار تحليل الصلاة التسليم؟ قال : «لأنّه تحيّة الملكين وفي إقامة الصلاة بحدودها وركوعها وسجودها وتسليمها سلامة العبد من النار» (٢) ، الحديث.
وهو أيضا طويل ، جميع أجزائه مفتى بها ، كما ستعرف ، ومع ذلك صريح في وجوب التسليم.
وممّا ينادي أيضا في آخر «الخصال» في باب شرائع الدين ، عن الأعمش ، عن الصادق عليهالسلام ـ وكلّها عين الحقّ ومحض الصواب ـ أنّ الصادق عليهالسلام قال : «لا يقال في التشهّد الأوّل : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، لأنّ تحليل الصلاة هو
__________________
(١) علل الشرائع : ٢٦٢ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ٢ / ١١٥ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٤١٧ الحديث ٨٣١٩ مع اختلاف يسير.
(٢) علل الشرائع : ٢ / ٣٥٩ الحديث ١ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٤١٧ الحديث ٨٣٢٠.