«السلام علينا» مستفاد من الأحاديث المنقولة عن أهل البيت عليهمالسلام ، ومن قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «وتحليلها التسليم» (١) ، وهو يصدق عليها (٢).
أقول : النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة عليهمالسلام كانوا يذكرون «السلام علينا» أيضا ، كما هو الظاهر ، بل المعلوم ، مع أنّه لم يظهر أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يتركها.
ثمّ قال : والإجماع ممنوع ، فإنّ النصوص عن أهل البيت عليهمالسلام تدلّ على فساد دعواه. وقد صرّح الشيخ ـ ثمّ ذكر عنه ما ذكرنا ـ من أنّه عندنا أنّ من قال : «السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين» في التشهّد انقطعت صلاته ، فإن قال بعد ذلك : «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته» جاز (٣).
أقول : لعلّ مراد مدّعي الإجماع أنّ الواجب هو «السلام عليكم» ، التخيير بينه وبين «السلام علينا» ، وأمّا أنّه يسقط وجوبه بتقديم «السلام علينا» فهو أمر آخر.
وهذا وإن كان خلاف ظاهر عبارته ، إلّا أنّه عرفت سابقا وجه توجيهها بما ذكرنا ، وأنّه لا يناسب فقيها من فقهاء الشيعة القول بعدم كون «السلام علينا» فعلا منافيا للصلاة ، حتّى يجوّز ذكره في التشهّد الأوّل ، وفي الثاني قبل الشهادتين والصلاة ، كما هو عادة العامّة.
مضافا إلى ما عرفت من أخبار أهل البيت عليهمالسلام ، والإجماع الذي نقله الشيخ ، وغير ذلك.
وبالجملة ، ما ذكرنا لعلّه هو الأظهر فتوى ، وإن كان الاحتياط الإتيان بالسلام عليكم أيضا.
__________________
(١) وسائل الشيعة : ٦ / ٤١٥ الحديث ٨٣١٠.
(٢) منتهى المطلب : ٥ / ٢٠٤.
(٣) تهذيب الأحكام : ٢ / ١٢٩ ذيل الحديث ٤٩٦ ، منتهى المطلب : ٥ / ٢٠٤.