قوله : (ومنهم من فرّق). إلى آخره.
قد ذكرنا المفرّقين ، ودليلهم هو صحيحة زرارة وابن مسلم عن أحدهما عليهماالسلام : عن رجل دخل في الصلاة وهو متيمّم ، وصلّى ركعة ثمّ أحدث فأصاب الماء ، قال : «يخرج ويتوضّأ ثمّ يبني على ما مضى من صلاته التي صلّى بالتيمّم» (١).
ومثلها صحيحة زرارة ومحمّد قال : قلت : في رجل لم يصب الماء وحضرت الصلاة فتيمّم وصلّى ركعتين ثمّ أصاب الماء ، أينقض الركعتين ، أو يقطعهما ويتوضّأ ثمّ يصلّي؟ قال : «لا ، ولكنّه يمضي في صلاته فيتمّها ولا ينقضها ، لمكان أنّه دخلها وهو على طهر بتيمّم» قال زرارة : فقلت له : دخلها وهو متيمّم ، فصلّى ركعة وأحدث ، فأصاب ماء ، قال : «يخرج ويتوضّأ ويبني على ما مضى من صلاته التي صلّى بالتيمم» (٢).
والظاهر وحدة الروايتين ، وكونها عن الباقر عليهالسلام كما يظهر من «الفقيه» (٣).
وقال في «الوافي» : احدث على البناء للمفعول ، أي : احدث حدث ، ووجد سبب ، وسنح أمر من أمطار السماء ونحوه من أسباب وجدان الماء ، والكناية عن مثله بالحدث شائعة في كلامهم ، وهذا المعنى أقرب ممّا فهمه الأكثرون من حمل الحديث على معناه المتعارف ، إذ لا ربط بين الحدث بهذا المعنى وإصابة الماء المتفرّع عليه.
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ١ / ٢٠٥ الحديث ٥٩٤ ، وسائل الشيعة : ٧ / ٢٣٦ الحديث ٩٢١٠.
(٢) تهذيب الأحكام : ١ / ٢٠٥ الحديث ٥٩٥ ، الاستبصار : ١ / ١٦٧ الحديث ٥٨٠ ، وسائل الشيعة : ٣ / ٣٨٢ الحديث ٣٩٢٦.
(٣) لاحظ! من لا يحضره الفقيه : ١ / ٥٨ الحديث ٢١٤.