وخصوصا بعد ملاحظة قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «صلّوا كما رأيتموني اصلّي» (١).
وأمّا حكمه بضعف الموثّق ، ففيه أنّ سماعة نقل في الرجال في شأنه ما لا يبقى تأمّل في حجّية خبره ، وبسطنا الكلام في الرجال (٢) ، وفي كون الموثّق حجّة وهم كثيرا ما يحتجّون بالموثّق ، سيّما مثل ما ذكر.
وأمّا منعه من كون الأمر للوجوب ، مع كون مداره ومدار غيره من الفقهاء ، على كونه للوجوب في الفقه واصوله وكتب الاستدلال ، بحيث لا يخفى على أحد.
وقوله : خصوصا على مذهبه (٣) ، فيه ما فيه ، لأنّه صرّح بكونه حقيقة في الوجوب شرعا إجماعا ، واستدلّ عليه بما لا يزيد عليه.
وأعجب من هذا استدلاله ، واستدلال غيره على الاستحباب بموثّقة زرارة قال : رأيت الباقر والصادق عليهماالسلام إذا رفعا رءوسهما من السجدة الثانية نهضا ولم يجلسا (٤).
ورواية رحيم قال : قلت للرضا عليهالسلام : جعلت فداك ، أراك إذا صلّيت فرفعت رأسك من السجود في الركعة الاولى والثالثة تستوي جالسا ثمّ تقوم ، فنصنع كما تصنع؟ قال : «لا تنظروا إلى ما أصنع ، اصنعوا ما تؤمرون» (٥).
وجه التعجّب أنّ الاولى موثّقة والثانية ضعيفة ، وطعنوا على موثّقة
__________________
(١) عوالي اللآلي : ١ / ١٩٧ الحديث ٨.
(٢) تعليقات على منهج المقال : ١٧٤ و ١٧٥.
(٣) مختلف الشيعة : ٢ / ١٧٢.
(٤) تهذيب الأحكام : ٢ / ٨٣ الحديث ٣٠٥ ، الاستبصار : ١ / ٣٢٨ الحديث ١٢٣١ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٣٤٦ الحديث ٨١٤٣.
(٥) تهذيب الأحكام : ٢ / ٨٢ الحديث ٣٠٤ ، الاستبصار : ١ / ٣٢٨ الحديث ١٢٣٠ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٣٤٧ الحديث ٨١٤٧.