وعدّ المصنّف الاولى موثّقا تبعا لبعض الأصحاب (١) ، من جهة أبي بصير ، فإنّه عندهم مشترك بين الثقة المرادي ، ويحيى الأسدي وهو موثّق عندهم (٢).
وحقّقنا في الرجال أنّه أيضا ثقة ، جليل القدر عظيم المنزلة ، لم يكن واقفيا قطعا ، وأنّ الواقفي يحيى بن أبي القاسم الحذّاء ، فوقع اشتباه من «الخلاصة» (٣) ، وتبعه من لم يتأمّل (٤).
مع أنّ أبا بصير الأسدي كان مكفوفا ، ومع ذلك قيل : إنّه كان يكنّى بأبي محمّد (٥) ، يعني لم يثبت عند أهل الرجال كونه مكنّى به ، وأمّا أبو بصير المرادي فلا تأمّل لهم في كونه مكنّى بأبي محمّد.
فظهر أنّ أبا بصير في سند هذه الصحيحة هو المرادي ، لم يتأمّل أحد في كونه ثقة جليل القدر ، من الأوتاد الأربعة الذين لم يوجد مثلهم في الرواة ، من جهة أنّه قال : فلمّا رأى غفلة من الناس ، فقال عليهالسلام : «يا أبا محمّد». إلى آخره. إذ يظهر أنّه رأى الصادق عليهالسلام أنّه لمّا رأى غفلة من الناس توجّه إليه ، فقال عليهالسلام : «يا أبا محمّد». إلى آخره ، والأعمى المكفوف كيف يدرك أنّ المعصوم عليهالسلام رأى غفلة من الناس؟ ومن هذه الجهة توجّه إليه وقال ما قال.
مع أنّه قال : يا أبا محمّد! ، ومعلوم أنّ المرادي كان يكنّى به عند أهل الرجال بلا تأمّل منهم ، وأنّ الأسدي وإن لم يثبت عندهم تكنيته به ، ولذا نسبوه إلى القائل المجهول.
__________________
(١) منتهى المطلب : ٥ / ٢٢٦.
(٢) جامع الرواة : ٢ / ٣٣٤.
(٣) خلاصة الرجال للحلّي : ٢٦٤.
(٤) تعليقات على منهج المقال : ٣٧١ و ٣٧٢.
(٥) لاحظ! خلاصة الرجال للحلّي : ٢٦٤.