ولعلّه أيضا توهّم ، وغفل من حيث أنّه رأى ، كون المرادي يكنّى به ، وأنّه أبو بصير فتوهّم واشتبه ، ولذا ذكر الكشّي في ترجمة المرادي وفي شأنه كثير من الأحاديث الواردة في شأن الأسدي بلا شكّ ، من حيث كونه أعمى ومكفوفا ، ومن جهة ذكر كونه أسديّا وغير ذلك (١) ، كما ظهر ذلك في الرجال ، ولا يخفى على المطّلع ، من دون حاجة إلى الإظهار له.
هذا مع انجبارهما بالشهرة العظيمة ، مع المسامحة في أدلّة السنن ، فتأمّل!
مع أنّ الصدوق في «الفقيه» نقل حديثا صحيحا عن حريز ، عن زرارة ، عن الباقر عليهالسلام : «إنّ على الإمام في الجمعة قنوتان قنوت في الركعة الاولى قبل الركوع ، وفي الركعة الثانية بعد الركوع ، ومن صلّاها وحده فعليه قنوت واحد في الركعة الاولى قبل الركوع» (٢).
وفي «الخصال» روى هذه الصحيحة سنده إلى حريز بطريق صحيح ، وحريز عن زرارة عن الباقر عليهالسلام (٣) ، وفيها أحكام اخر أيضا ، مثل كون صلاة الجمعة جهريّة ، وثبوت الغسل لها ، ثمّ قال في «الفقيه» ـ بعد ما نقل الصحيحة ـ : وتفرّد بهذه حريز عن زرارة ، والذي استعمله وأفتي به ومضى عليه مشايخي ـ رحمة الله عليهم ـ هو أنّ القنوت في جميع الصلوات في الجمعة وغيرها في الركعة الثانية قبل الركوع (٤).
وظاهره القول بأنّ الجمعة كسائر الصلوات في القنوت ، موافقا لقول ابن
__________________
(١) رجال الكشي : ١ / ٣٩٧ الرقم ٢٨٥.
(٢) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٦٦ الحديث ١٢١٧ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٢٧١ الحديث ٧٩٣٦.
(٣) الخصال : ٢ / ٤٢٢ الحديث ٢١.
(٤) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٦٦ و ٢٦٧ ذيل الحديث ١٢١٧.