حال تكبيرة الافتتاح والمتّصل بالركوع تابع لهما ، كما مرّ (١).
ويعضده أيضا ترك ذكر قدر التشهّد في رواية ابن مسلم ، فتأمّل جدّا!
لكن يخدشه أنّ المراد من قدر التشهّد هو القدر الواجب بلا تأمّل ، وقد عرفت أنّ قدرة قليل جدّا يمضي غالبا بالطمأنينة بعد رفع الرأس عن السجدة الأخيرة ، والاستقرار والتمكن من الجلوس للتشهّد ، وزوال حركة الأعضاء ، وتحقّق سكونها في الجلوس ، وتحقّق النفس ، وخصوصا بعد ذكر «الحمد لله» أو أزيد منه ، كما أشرنا.
مع أنّ حصول التروي ليس بذلك النادر ، وربّما يحصل التأمّل في أنّه يكتفي بالواجب أو يأتي بالمستحبّات ، وأنّه أيّ نحو منها يقول ويختار ، وربّما يبذل جهده في تحصيل حضور القلب وآداب التشهّد وغير ذلك ، وكلّ واحد ممّا ذكر وإن كان نادرا لكن اجتماع المجموع ربّما يخرج عن تلك الندرة ، فتأمّل!
مع أنّه ربّما كان المراد التقيّة ودفع ضرر العامّة ، كما صرّح به في «الخلاف» (٢) ، فإنّ العامّة ربّما يفرضون المسألة النادرة ، ويبحثون عنها ، ويشتهر المباحثة والمناظرة والاختيار منهم ، إلى أن يسري ذلك في الشيعة ويسألون الأئمّة عنها فيجيبون على وفق التقيّة أو الحق على (٣) حسب ما كانوا يرون المصلحة ، وما ذكرنا واضح على متتبّع الأخبار والمتأمّل فيها والمتفطّن بأمثال ما ذكرنا.
فلذا رجع عن هذا الجواب في «الخلاف» و «المبسوط» واختار الحمل على التقيّة (٤) ، والغالب أنّ كلّ ما يرجع الفقيه عنه سقيم ، لسقمه يرجع عنه ، وكلّ ما
__________________
(١) راجع! الصفحة : ٤٣ و ٤٥ (المجلّد السابع) من هذا الكتاب.
(٢) الخلاف : ١ / ٤٥٣ المسألة ١٩٦.
(٣) لم ترد في (ك) : على.
(٤) الخلاف : ١ / ٤٥٣ المسألة : ١٩٦ ، المبسوط : ١ / ١٢١.