من الأخبار (١) فإنّ المطلق ينصرف إلى المتعارف بين المسلمين ، وهو سلام عليكم ، وسلام عليك ، والسلام عليكم ، والسلام عليك ، فيجب الجواب مثله.
مع أنّ السلام عليك ليس بمثابة سلام عليكم وغيره في المتعارف (٢) ، كما أنّ سلام عليكم أكثر تعارفا وتحقّقا مع كونه موافقا للقرآن (٣) ، ولذا خصّ بالذكر في كلام المرتضى والشيخ وغيرهما منسوبا إلى الشيعة (٤).
والشرط في قوله : إذا سلّم بسلام عليكم. إلى آخره وارد مورد الغالب فلا عبرة بمفهومه ، فتدبّر.
فما نقله بعض المتأخّرين عن ظاهر الأصحاب أنّ عليك السلام بتقديم عليك أو عليكم تسليم صحيح يوجب الردّ (٥) ، فاسد.
مع أنّا لم نطّلع على نقله عن ظاهر الأصحاب ، بل ظهر خلافه ، كما عرفت ، بل نقل عن «التذكرة» تصريحه بخلافه بأنّه قال : ولو قال عليكم السلام لم يكن مسلّما إنّما هو صيغة جواب (٦).
وفي «الذخيرة» : ويناسبه ما روى العامّة عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال لمن قال : عليك السلام يا رسول الله : «لا تقل عليك السلام ، فإنّ عليك السّلام تحيّة الموتى ، إذا سلّمت فقل : سلام عليك ، فيقول الراد : عليك السلام» (٧).
__________________
(١) وسائل الشيعة : ٧ / ٢٦٧ الحديث ٩٣٠٢ و ٩٣٠٣.
(٢) في (د ١) و (ك) : التعارف.
(٣) الأنعام (٦) : ٥٤ ، الأعراف (٧) : ٤٦ ، الرعد (١٣) : ٢٤ ، النحل (١٦) : ٣٢ ، القصص (٢٨) : ٥٥.
(٤) الانتصار : ٤٧ ، الخلاف : ١ / ٣٨٨ المسألة ١٤١ ، المعتبر : ٢ / ٢٦٣.
(٥) لاحظ! ذخيرة المعاد : ٣٦٥ ، الحدائق الناضرة : ٩ / ٧٢.
(٦) نقل عنه في ذخيرة المعاد : ٣٦٥ ، لاحظ! تذكرة الفقهاء : ٩ / ٢٢.
(٧) ذخيرة المعاد : ٣٦٥ ، لاحظ! سنن أبي داود : ٤ / ٣٥٣ الحديث ٥٢٠٩ ، سنن الترمذي : ٥ / ٦٧ الحديث ٢٧٢١.