وبالجملة ؛ لم يظهر مخالف سوى ابن إدريس حيث قال في سرائره : إذا كان المسلّم عليه قال له : سلام عليكم أو سلام عليك أو السلام عليكم أو عليكم السلام ، فله أن يردّ بأيّ هذه الألفاظ كان ، لأنّه ردّ سلام مأمور به. إلى أن قال : فإن سلّم بغير ما بيّناه فلا يجوز للمصلّي الردّ عليه ، لأنّه ما تعلّق بذمّته الردّ ، لأنّه غير سلام (١) ، انتهى.
ويظهر من كلامه أنّه استند إلى رواية محمّد بن مسلم (٢) حيث تضمّنت الردّ بالمثل ، وهو أعمّ.
وليس كذلك ، لأنّ المتبادر من المثل هو ما يكون مماثلته تامّة لا في الجملة فوافقت غيرها ، مثل رواية عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن الصادق عليهالسلام حيث قال : «يردّ بقوله : سلام عليكم ، ولا يقول : وعليكم السلام ، فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان قائما يصلّي فمرّ به عمّار بن ياسر فسلّم عليه فردّ عليه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هكذا» (٣).
فظهر منها أنّه توقيفيّ موقوف على السماع من الشرع.
وحيث ظهر كون الواجب الردّ بالمماثل ، التامّ المماثلة ، لم يجب ردّ التسليمات الملحونة ، مثل ساماليك وسرام ونحوهما (٤).
وأمّا مثل سلام فيمكن أن يكون سلاما صحيحا حذف منه عليك اكتفاء بالقرينة الواضحة عليه ، ويكون الجواب : سلام عليكم ، أو سلام عليك ، أو سلام حذفا منه عليك بناء على كون المقدّر كالملفوظ.
__________________
(١) السرائر : ١ / ٢٣٦.
(٢) تهذيب الأحكام : ٢ / ٣٢٩ الحديث ١٣٤٩ ، وسائل الشيعة : ٧ / ٢٦٧ الحديث ٩٣٠٢.
(٣) الكافي : ٣ / ٣٦٦ الحديث ١ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ٣٢٨ الحديث ١٣٤٨ ، وسائل الشيعة : ٧ / ٢٦٧ الحديث ٩٣٠٣.
(٤) في (د ١) : مثل ساماليك وسراماليك وسرام ونحوها.