مع أنّ احتياطه صلىاللهعليهوآلهوسلم في عدم ترك الصلاة منه كان أزيد من أن يكل أمره إلى مثل بلال الذي لم يكن مانع أصلا من تسلّط الشيطان عليه أو النوم ، والصلاة من أوجب الواجبات وأقرب القربات.
وروى في «الكافي» أخبار : أنّ في رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خمسة أرواح : منها روح القدس ، وأنّه لا يصيبه الحدثان ، ولا يلهو ، ولا ينام (١) فلاحظ!
وممّا يضعّف الاستدلال بصحيحة ابن سنان ، ويقرّب حملها على التقيّة كما ذكر ، أنّ أبا بصير روى عن الصادق عليهالسلام مثلها بعينها.
وزاد في آخرها «فإن خاف أن تطلع الشمس فتفوته إحدى الصلاتين فليصلّ المغرب ويدع العشاء الآخرة حتّى تطلع الشمس ويذهب شعاعها ، ثمّ ليصلّها» (٢).
ومرّ مكرّرا أنّ ما ذكر مذهب العامّة ، ولذا حمل الشيخ ما ذكر على التقيّة (٣) ، لما ورد في الأخبار الكثيرة أنّ القضاء يفعل في أيّ ساعة يكون ، وإن كانت الأوقات الخمسة المكروهة (٤) عند معظم فقهائنا.
وممّا يضعّف الاستدلال بها ، ويؤيّد الحمل على التقيّة أيضا صحيحة سعيد الأعرج عن الصادق عليهالسلام : «إنّ الله تبارك وتعالى أنام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن صلاة الفجر حتّى طلعت الشمس ثمّ قام [فبدأ] فصلّى الركعتين [اللتين] قبل الفجر ثمّ
__________________
(١) الكافي : ١ / ٢٧١ الحديث ١ ـ ٣.
(٢) تهذيب الأحكام : ٢ / ٢٧٠ الحديث ١٠٧٧ ، الاستبصار : ١ / ٢٨٨ الحديث ١٠٥٤ ، وسائل الشيعة : ٤ / ٢٨٨ الحديث ٥١٨١.
(٣) تهذيب الأحكام : ٢ / ٢٧١ ذيل الحديث ١٠٧٧.
(٤) انظر! وسائل الشيعة : ٤ / ٢٧٤ الباب ٥٧ من أبواب المواقيت ، ٨ / ٢٥٦ الباب ٢ من أبواب قضاء الصلوات.