والإجماعات المنقولة ، فتأمّل جدّا!
واختار في «الذخيرة» القول بالمواسعة ، وقال : لنا إطلاق الآية (١) والأخبار الدالّة على وجوب إقامة الصلوات المتحقّقة بكلّ وقت إلّا ما خرج بالدليل.
واحتجّ أيضا بما دلّ على أوقات الصلوات ، كقوله عليهالسلام : «إذا زالت الشمس [فقد] دخل وقت الصلاتين» (٢) وغير ذلك.
وقال : وأوضح منها دلالة صحيحة سعد بن سعد ، قال : قال الرضا عليهالسلام : «يا فلان! إذا دخل الوقت عليك فصلّهما ، فإنّك لا تدري ما يكون» (٣) (٤).
وفيه ؛ أنّه لو تمّ ما ذكره لزم وجوب إقامة الحاضرة ، مقدّمة على الفائتة من دون مرجوحيّة أصلا.
وما استدلّ به على المرجوحيّة ظاهره لزوم تأخير الحاضرة كما عرفت ، مع أنّ المطلق يحمل على المقيّد.
وأوضح منها فسادا صحيحة سعد بن سعد ، لغاية ظهورها في مطلوبيّة عدم تأخير الحاضرة ، وأين هذا من مطلوبيّة تأخير الحاضرة وكراهة تقديمها على الفائتة؟ وتأويلها به قطعي الفساد ، فما ظنّك بالاستدلال بها.
وتأويلها بأنّ المراد جواز فعل الحاضرة مقدّمة على الفائتة أيضا قطعي الفساد ، كالاستدلال بها لثبوت مجرّد جواز فعل الحاضرة ، مع الإغماض عن رجحان تقديمها على الفائتة ، للقطع بأنّه عليهالسلام في مقام الحثّ على المبادرة بفعل الحاضرة ، وأنّ مراده ليس إلّا هذا ، لا بيان مجرّد تجويز الحاضرة ، كما لا يخفى على
__________________
(١) في المصدر : الآيات.
(٢) وسائل الشيعة : ٤ / ١٢٧ الحديث ٤٦٩٩ و ٤٧٠٠ و ٤٧٠١.
(٣) تهذيب الأحكام : ٢ / ٢٧٢ الحديث ١٠٨٢ ، وسائل الشيعة : ٤ / ١١٩ الحديث ٤٦٧٤.
(٤) ذخيرة المعاد : ٢١٠.