اما الظن فهو من أخطر العوامل التي تؤدي بأفكار الغالبية في العالم الىٰ مهاوي العقائد الباطلة الفاسدة ، وأول ما يوصي به القرآن الكريم لتصحيح العقيدة هو تجنب الاعتماد علىٰ هذا المنزلق ، ويؤكد علىٰ اتباعه بعدم بناء عقائدهم وآرائهم علىٰ دعائم الظن والشك والتسليم بشيء دونما التأكد من صحته وثبوته فيقول سبحانه عز وجل في صريح كلامه : ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) (١). ففي نظر القرآن الكريم أنه لا يحق لمسلم أن يقضي شيئاً أو يجعله مداراً لعلمه ما لم يثبت له انه قطعي وثابت. فلو أمعنا النظر في العقائد والآراء المتناقضة بين الناس في المجتمعات المختلفة وطرحناها على سياق البحث والتحليل الجذري لانتهينا بلا عناء الىٰ أن أغلب هذه العقائد فاقدة للاسس العلمية جذرياً وإنها لا تستند إلاّ الىٰ الظن أو الىٰ الشك وأن أهل الدنيا كانوا وما زالوا يقتفون أثر الظن في المسائل العقائدية وخاصة في أصولها ولهذا نرىٰ القرآن يعلن بصراحة بان من اتبع الاكثرية فقد ضل ومن ذلك قوله تعالى : ( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ ) (٢).
وهكذا في بقية الموانع الاخرىٰ لتصحيح العقيدة الاسلامية وفي قبال ذلك ينقدح لنا كيفية الوصول الىٰ شرائط تصحيح العقيدة الاسلامية كالتأني والتجربة والتمركز وتبادل النظر وكل الامور التي لها دخل في الحصول علىٰ الاستدلالات الصحيحة للحصول علىٰ العقيدة الاسلامية الصحيحة وعلىٰ ضوء القرآن الكريم والسنة الشريفة ، فمن هنا كان لابد لنا ان ندخل في معرفة عقيدتنا في فاطمة الزهراء ومدىٰ ارتباط حياتها بكل ما تملكه الكلمة من معنىٰ في أصول ديننا وعقائدنا والسؤال الذي يطرح في المقام وعلىٰ ضوء الاستدلالات هل ان فاطمة عليهاالسلام وظلاماتها وحياتها الشخصية والغيبية له ارتباط بأصول الدين ، وبحيث هذا الارتباط يكون ناشئ من وعي وفهم للعقائد التي أمرنا الله تعالىٰ بالإيمان بها ام لا ؟
وعلىٰ هذا الاساس كان لابد لنا من الوقوف مع الزهراء عليهاالسلام ونرىٰ مدىٰ ارتباطها بأصول الدين ، وهل هناك ارتباط لها بالتوحيد والنبوة والإمامة والعدل والمعاد ، أم
__________________
(١) الاسراء : ٣٦.
(٢) الانعام : ١٦.