١ ـ الطائفة الاولىٰ : اذاها عليهاالسلام هو أذىٰ الله تبارك وتعالىٰ.
٢ ـ الطائفة الثانية : رضاها عليهاالسلام هو رضىٰ الله تبارك وتعالىٰ.
٣ ـ الطائفة الثالثة : حبها عليهاالسلام هو حب الله تبارك وتعالىٰ.
٤ ـ الطائفة الرابعة : غضبها عليهاالسلام هو غضب الله تبارك وتعالىٰ.
ونستفيد من خلال التأمل والتمعن في مدلولات هذه الروايات أنه لا معنى لارتباط أذية ورضىٰ فاطمة وغضبها بالله تعالىٰ اذا لم تكن معصومة بالعصمة المطلقة ، فالله تبارك وتعالىٰ جعلها معبرة عن غضبه ورضاه لكونها معصومة بالعصمة المطلقة الذاتية وإلاّ فان هكذا قول يكون في غاية الوهن والعبث وعدم الحكمة. فالله تبارك وتعالىٰ جعل فاطمة عليهاالسلام المعبرة عن غضبه ورضاه وعلىٰ لسان نبيه الاكرم محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وهذا يدل علىٰ انها عليهاالسلام معصومة وإلا فانه لا داعي ولا حكمة في كونها تمثل غضب ورضا السماء اذا لم تكن معصومة ولا تفعل إلاّ برضا الله تبارك وتعالىٰ. وعلىٰ كل حال فان جميع الروايات المروية عن لسان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم جاءت لتؤكد هذه الحقيقة وهي كون فاطمة لها ارتباط بالله تعالىٰ وتوحيده سواء كان هذا الارتباط تارة يأتي علىٰ هيئة غضب الله أو رضاه أو علىٰ هيئة حب الله تبارك وتعالىٰ أو أذاه. وإليك بعض النصوص التي بينت هذه الطوائف الأربعة من الروايات :
* جاء في تفسير قوله تعالىٰ ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ) أنها نزلت في غصب حق أمير المؤمنين عليهالسلام ، وأخذ حق فاطمة « أذاها » ، قد قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : من آذاها في حياتي كمن آذاها بعد موتي ، ومن آذاها بعد موتي كمن آذاها في حياتي ، ومن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله وهو قول الله عز وجل : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ ) (١).
أقول : يظهر من هذا الآية ان الله تبارك وتعالىٰ يتأذىٰ من فعل بعض القوم ومن المعلوم ان الله لا تصل إليه اذية أي بشر بالمعنىٰ وانما جعل بعض المؤمنين
__________________
(١) تفسير علي بن إبراهيم ٥٣٣. عنه البحار ٤٣ / ٢٥ ح ٢٣ في تفسير الآية ٥٧ من الأحزاب ، وجاء في المناقب ٣ / ٢١٠ في رواية مقاتل : ( الَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ ) يعني علياً. ( وَالمُؤْمِنَاتِ ) يعني فاطمة ( فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ).