بمثقال ذرَّة من خردل من بغض أحدهم إلاّ أدخلته ناري ولا أبالي.
يا آدم ، هؤلاء صفوتي من خلقي ، بهم أُنجيهم وبهم أهلكهم ، فإذا كان لك إليَّ حاجة فبهؤلاء توسَّل. فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : نحن سفينة النجاة ، من تعلَّق بها نجا ، ومن حاد عنها هلك ، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت (١).
في بدء خلقتها
* عن النبّي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : إنّ الله خلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم عليهالسلام ، حين لا سماء مبنيَّة ، ولا أرض مدحيَّة ، ولا ظلمة ولا نور ، ولا شمس ولا قمر ، ولا جنّة ولا نار. فقال العبّاس : فكيف بدء خلقكم يا رسول الله ؟ فقال : يا عمِّ : لمّا أراد الله أن يخلقنا تكلَّم بكلمة خلق منها نوراً ، ثمَّ تكلَّم بكلمة أخرىٰ فخلق منها روحاً ، ثمَّ مزج النور بالروح فخلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين ، فكنّا نسبِّحه حين لا تسبيح ، ونقدِّسه حين لا تقديس ، فلما أراد الله تعالى أن ينشئ خلقه فتق نوري فخلق منه العرش فالعرش من نوري ، ونوري من نور الله ، ونوري أفضل من العرش ، ثمّ فتق نور أخي عليٍّ فخلق منه الملائكة ، فالملائكة من نور عليٍّ ، ونور عليٍّ من نور الله ، وعلي أفضل من الملائكة ، ثم فتق نور ابنتي فخلق منه السماوات والأرض ، فالسموات والأرض من نور ابنتي فاطمة ، ونور ابنتي فاطمة من نور الله ، وابنتي فاطمة أفضل من السماوات والأرض. ثمَّ فتق نور ولدي الحسن ، ونور الحسن من نور الله ، والحسن أفضل من الشمس والقمر. ثمَّ فتق نور ولدي الحسين فخلق منه الجنَّة والحور العين ، فالجنّة والحور العين من نور ولدي الحسين ، ونور ولدي الحسين من نور الله ، وولدي الحسين أفضل من الجنّة والحور العين (٢).
__________________
(١) فرائد السمطين : ١ / ٣٦.
(٢) بحار الانوار : ١٥ / ١٠.