من الميول والأهواء المردية بأن العصمة الثابتة لمن شاركها في الكساء لأجل تحملهم الحجية من رسالة أو إمامة ، وقد تخلت الزهراء عليهاالسلام عنها ـ النبوة والإمامة ـ فلا تجب عصمتها ، الجواب إنّا لم نقل بتحقق العصمة فيهم عليهمالسلام لاجل تبليغ الاحكام حتىٰ يقال بعدم عصمة الصديقة لعدم توقف التبليغ عليها ، وإنما تمسّكنا بعصمتهم بعد نص الكتاب العزيز بإقتضاء الطبيعة المتكونة من النور الالهي المستحيل فيمن اشتقت منه مقارفة إثم أو تلوث بما لا يلائم ذلك النور الأرفع حتىٰ في ترك الاولىٰ (١).
وإلى ذلك يشير المرحوم الشيخ الاصفهاني في ارجوزته :
تبتلت عن دنس الطبيعة |
|
فيا لها من رتبة رفيعة |
مرفوعة الهمة والعزيمة |
|
عن نشأة الزخارف الذميمة |
في افق المجد هي الزهراء |
|
للشمس من زهرتها الضياء |
بل هي نور عالم الأنوار |
|
ومطلع الشموس والاقمار |
رضيعة الوحي من الجليل |
|
حليفة لمحكم التنزيل |
مفطومة من زلل الأهواء |
|
معصومة من وصمة الخطاء |
إذن في النتيجة النهائية نصل إلى أن حديث الكساء إرتبط إرتباط وثيق بنزول آية التطهير والتي تمثل الأساس المتين لإثبات عصمة أهل البيت عليهمالسلام وبما فيهم فاطمة الزهراء عليهاالسلام ولذلك جاءت الآية المباركة للتطهير لتكون نور من أنوار حديث الكساء حيث كلما ذكرت ذكر حديث الكساء ليكون من الأهمية البارزة في حياتنا العقائدية والروحانية والدُعائية ، ونختم الكلام في عصمة فاطمة عليهاالسلام فيما قاله الأستاذ العلامة حسن زاده آملي حيث يقول : ـ كانت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ذات عصمة بلا دغدغة ووسوسة ، وقد نص كبار العلماء كالمفيد والمرتضى وغيرهما بعصمتها عليهاالسلام بالآيات والروايات والحق معهم والمكابر محجوج مفلوج ، وكانت عليهاالسلام جوهره قدسية في تعين إنسيّ ، فهي إنسية حوراء وعصمة الله الكبرىٰ وحقيقة العصمة أنها قوة نوريّة ملكوتية تعصم صاحبها عن كل ما يشينه من رجس الذنوب
__________________
(١) وفاة الصديقة الزهراء : ٥٤.