والأدناس والسهو والنسيان ونحوها من الرذائل النفسانية ... فاعلم أن العترة وفاطمة منهم معصومة كما نص به الوصي الإمام علي عليهالسلام في النهج : « وكيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم وهم أزمة الحق وأعلام الدين والسنة الصدق فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن وردوهم ورود الهيم العطشان ».
ونطق ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه بالصواب حيث قال : « فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن تحته سرٌّ عظيم وذلك أنه أمر المكلفين بأن يجرو العترة في إجلالها وإعظامها والإنقياد لها والطاعة لأوامرها مجرىٰ القرآن ».
ثم قال : « فإن قلت : فهذا القول منه يشعر بأن العترة معصومة فما قول أصحابكم ـ يعني القائلين بمذهب الإعتزال ـ في ذلك ؟
قلت : نصّ أبو محمّد بن متويه في كتاب الكفاية علىٰ ان علياً عليهالسلام معصوم وأدلّة النصوص قد دلّت على عصمته والقطع على باطنه ومغيبه وأن ذلك أمر إختص هو به دون غيره من الصحابة » فتدبَّر.
وإذا دريت أن بقية النبوة وعقيلة الرسالة ووديعة المصطفىٰ وزوجة ولي الله وكلمة الله التامة فاطمة عليهاالسلام ذات عصمة فلا بأس بأن تشهد في فصول الاذان والإقامة بعصمتها وتقول مثلاً : « أشهد أن فاطمة بنت رسول الله عصمة الله الكبرىٰ » أو نحوها (١).
الوقفة الثانية
سند هذا الحديث
أما سند حديث الكساء الشريف فهو في غاية المتانة والصحة بل يُعتبر من الأحاديث المتواترة وليس المشهورة بل هو المتواتر القطعي ، ويكفي في ذلك إنّ روايات جمة تزيد علىٰ سبعين رواية من طرق أهل السنة تروي هذا الحديث المبارك ،
__________________
(١) فص حكمة عصمتية في كلمة فاطمية ١٤.