وكذلك يظهر من الحديث أن الله ورسوله قد أعطوا الاذن لجبرئيل وذلك لكونه معصوم من الخطأ والزلل بالعصمة الربانية الذاتية فلذلك لا ضير أن يكون معهم تحت الكساء لأنه لا يختلف عنهم من جهة العصمة وهذا بخلاف أم سلمة رضوان الله عليها.
* وهناك إشارة لطيفة في الحديث حيث قال الله تعالىٰ هم فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها ولم يقل وابنيها ونحن نعلم ان الذي كان تحت الكساء الحسن والحسين وربما أراد بذلك الصلب والذرية الطاهرة للأئمة عليهمالسلام وأنهم سوف يكونون أيضاً معصومون وامتداد لأصحاب الكساء.
* ويأتي سؤال الإمام علي عليهالسلام عن الفضل والأجر لهذا الجلوس تحت الكساء ؟ وفضل ذكر هذا الحديث وما له من الأهمية ؟ حيث بين هذا الجواب الذي يظهر من الحديث أنه ـ أي الحديث ـ غذاءاً للروح والعقل والقلب والبدن معاً ، إذ أن حاجات الإنسان مختلفة ومتعددة ومتبانية علىٰ أن الحاجات المادية فيها محدودة كالطعام والشراب واللباس فكمية منها معينة تصل بالإنسان إلىٰ حد الاكتفاء والارتواء والشبع.
أما حاجات الروح والعقل فهي بلا حدود كالصلاة والعلم والتفقه ، فإنّ الروح تبقىٰ في حالة فهم إليها كلما نهلت منها شعرت بانها بحاجة إلىٰ المزيد منها.
لذلك سأل الإمام علي ولذلك كان جواب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ففي المرة الاولىٰ كان جواب الرسول الأعظم تحديد لحاجات العقل والروح والنفس « نزلت عليهم الرحمة وحفت بهم الملائكة وإستغفرت لهم ». أما في المرة الثانية فقد كان في جواب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم تحديداً لحاجات الجسد « وفيهم مهموم إلاّ وفرج الله همه ولا مغموم إلاّ وكشف الله غمه ولا طالب حاجة إلاّ وقضىٰ الله حاجته ». فتفريج الهموم وكشف الغموم وقضاء الحاجات إنما هي حاجات جسدية بينما الرحمة وإحاطة الملائكة والإستغفار إنما هي هموم عقلية وروحية ونفسية.
* ويكشف الحديث عن السعادة والفوز والنصر والظفر في الحياة ... لأنّ الذي يمشي في خط أهل البيت لابد أن ينتصر ويظفر لا محالة ولو بعد حين.
* ويقول الحديث أنه ما ذكر في حفل فيه جمع ولم يقل علىٰ فرد واحد. وهي إشارة رائعة إلى أهمية تنظيم المجتمع وتكثير المجالس التي يذكر فيها أهل البيت عليهمالسلام.