فاطمة سيدة نساء العالمين
إن قيلَ حَوّا قلت فاطِمُ فـخرُها |
|
أو قيل مريَم قُلتُ فاطمُ أفضلُ |
أفهل لحوّا والدٌ كمحمّدٍ |
|
أم هل لمريمَ مثلُ فاطمَ أشبُلُ |
كلُّ لها عند الولادةِ حالةٌ |
|
منها عُقُولُ ذوي البصائر تَذهلُ |
هذي لنخلتِها التجت فتساقطت |
|
رُطباً جنيّاً فهي منه تأكلُ |
وضعت بعيسىٰ وهي غيرُ مروعةٍ |
|
أنّىٰ وحارِسُها السَّرِيُّ (١) الأبسلُ |
وإلىٰ الجدارِ وصفحةِ الباب
التجت |
|
بنتُ النّبيِّ فأسقَطَتْ ما تَحمِلُ |
سقطت وأسقَطَتِ الجنينَ وحولَها |
|
من كلِّ ذي حسبٍ لئيم جحفلُ |
هذا يَعنِّفُها وذاك يَدُعُّها |
|
وَيَرُدُّها هذا وهذا يَركُلُ |
وأمامَها أسدُ الأسودِ يقودهُ |
|
بالحبلِ قنفذُ هل كهذا مُعضَلُ |
ولسوفَ تأتي في القيامة فاطمٌ |
|
تشكو الىٰ ربِّ السماء وتُعْولُ |
ولتعرفنَّ جنينها وحنينَها |
|
بشكايةٍ منها السَّما تَتَزلزلُ |
ربّاهُ ميراثي وبعلي حقَّه |
|
غصبوا وأبناثي جميعاً قُتِّلوا (٢) |
__________________
(١) السِّري : السيّد الشريف السّخي ، الأبسَلُ : الموطّن نفسه على الموت.
(٢) القصيدة للمرحوم الشيخ محسن أبو الحب الكبير. قال السيّد جواد شبّر في « أدب الطفّ » ج ٨ : ص ٥٦ : الشيخ محسن خطيب بارع وشاعرٌ واسع الآفاق خِصْبُ الخيال. ولد سنة ١٢٣٥ ه ونشأ بعناية أبيه وتربيته ، وتحدّر من أسرةٍ عربية تُعرف بآل أبي الحَب تَمُتُّ بنسبها الىٰ قبيلة خثعم. تدرّج علىٰ نظم الشعر ومحافل الأدب وندوات العلم ، ولا سيّما مجالس أبي الشهداء عليهالسلام مدارس سيّارة وهي من أقوىٰ الوسائل لنشر الأدب وقرض الشّعر ، وشاعرنا الشيخ محسن نظم فأجاد وأكثر من النوح والبكاء علىٰ سيّد الشهداء عليهالسلام وصوّر بطولة شهداء الطفّ تصويراً شعريّاً لا زالت الأدباء ومجالس العلماء تترشّفُهُ وتستعيده وتتذوّقه. كتب عنه الشيخ محمّد السماوي في كتاب « الطليعة » فقال : محسن بن محمّد الحويزي الحائري المعروف بأبي الحب كان خطيباً ذاكراً بليغاً متصرّفاً في فنون الكلام اذا ارتقىٰ الأعواد تنقّل في المناسبات.