النساء المؤمنات الاخريات ، فنحن باعتبارنا شيعة ونعتقد بأهل البيت عليهمالسلام وبما ورد من مقامهم ومنزلتهم وقداستهم إنَّ هذه مسألة مسلمة لدينا ولكن هناك من يدعي خلاف ذلك وإن مريم عليهاالسلام هي سيدة العالمين وهي المفضلة على بقية النساء الأخريات والسبب إلى ذهاب بعض من يدعي هذه المقولة هو بما ورد من القرآن الكريم حيث جاء قوله تعالى ( وَإِذْ قَالَتِ المَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ) (١). ليثبت كون مريم عليهاالسلام رمزاً قرآنياً قد طرحه القرآن في الفكر العقائدي لدى المسيحية ، فكيف اذن تُحل هذه القضية وخصوصاً نحن الشيعة يجب علينا أن نحمل عقائدنا عن وعي وإستدلال وبرهان صحيح معتمد على الإستدلالات العقلية المثبوت في محلها ، أما أن نأخذ عقائدنا في هذه القضية أو في قضايا أخرى اعتماداً على العواطف والمديح والمبالغات فهذا مما لا يقبله أهل البيت عليهمالسلام وخصوصاً نحن أبناء الدليل حيث ما مال نميل ، وكذلك فإن أهل البيت عليهمالسلام ليسوا محتاجين مديحنا وقد مدحهم من هو أفضل واحسن وهو القرآن الكريم بأعظم ما يكون ويكون من المدح والثناء العلي حيث وصفهم بأنهم مطهرون ( وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وكذلك قال فيهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنهم عدل القرآن ، فما يكون كلامنا ومديحنا بعد ذلك ، اذن فالقضية ليست قضية مديح وإطراء مواقف بل هي قضية عقائدية نعم ، إذا أردنا أن نمدحهم ونقدم لهم الذكر والثناء فذلك من باب التقرب إلى الله تعالى وليس من باب رفع مقامهم بل مقامهم رفيع وإذا اوتينا علم وفهم إنما لكي نتعرف على علو مقامهم وشأنهم عند الله تعالى فعليه إذا طرحت هذه الفكرة ، أو القضية بكون فاطمة عليهاالسلام أفضل من مريم يجب أن تكون مدعومة بالدليل العلمي الشرعي والإستدلال المنطقي وخاصة من القرآن الكريم والسنة لكي تكون عقيدتنا في هذه القضية مبنية على المتانة والصحة ، اذن فالسؤال المطروح هو كيفية كون فاطمة أفضل من مريم والحال إن مريم يخاطبها القرآن الكريم ( يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ) والظاهر أنَّ نساء العالمين نص قرآني
__________________
(١) آل عمران : آية ٤٢.