الشيخ عبد المنعم الفرطوسي
شجونٌ تستهلُ لها الدموعُ |
|
وتُحرَقُ من لواعِجها الضلوعُ |
وقفتُ علىٰ البقيعِ فسالَ طرفي |
|
وقلبي فالدموعُ هيَّ النجيعُ |
كأنَّ مصيبةَ الزهراءِ بيتٌ |
|
بقلبي للأسىٰ وهوَّ البقيعُ |
أمثلَ البضعةِ الزهراءِ تُجفىٰ |
|
ويُعفي قبرُها وهوَّ الرفيعُ |
ويغصُب حقُّها جهراً وتؤذىٰ |
|
بحيثُ وصيةُ الهادي تضيعُ |
تُصدُّ عن البكاءِ علىٰ أبيها |
|
فتُحبسُ في محاجرها الدموعُ |
وتَقتطِعُ الأراكةَ حين تأوي |
|
لظلِّ غصونها كفٌ قطيعُ |
ويُحرقُ بيتُها بالنارِ حقداً |
|
ويُهتَكُ سترُها وهو المنيعُ |
ويُكسرُ ضلعها بالبابِ عصراً |
|
فيسقط حملُها وهو الشفيعُ |
ويدمي صدرِها المسمارُ كسراً |
|
فينبعُ بين ثدييها النجيعُ |
ويُنثرُ قرطُها لطماً ويلوىٰ |
|
عليها السوطُ والسيفُ الصنيعُ (١) |
وحمرةُ عينها للحشرِ تبقىٰ |
|
بها من كفِّ لاطمِها تشيعُ |
تنوحُ فتسمع الشكوىٰ وتدعو |
|
وما في المسلمين لها سميعُ |
مصائبُ بالفظاعةِ قد تناهت |
|
وكلُّ مصيبةٍ خطبٌ فظيعُ |
قضت الماً من الزهراءِ فيها |
|
حشاشةُ قلبِها وهو المروعُ |
__________________
(١) السيف : الصقيل.