الحق ، وعلى هذا الاساس فانه لابد للرسالة السماوية من حجج وائمة بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وكما أثبت هذا في محله من علم الكلام. لأنّ الأرض لا تخلو من حجة وامام في كل زمان ، وأنه « من لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية » وهذا علي عليهالسلام امام واب الأئمة المعصومين عليهمالسلام كلهم خلقوا من أجل هذا الدين الحنيف الذي روحه العبودية لله رب العالمين برسالة رسوله وخلافة هؤلاء الأئمة الامناء على الدين ، وصفوة الله وخزان علمه ... عليهالسلام.
اذن العلة التامة كما قلنا في كمالاتها وصفاتها التي هي مظهر لاسماء الله وصفاته هو رسول الله محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وهذا الإنسان الكامل والمخلوق الاتم ـ محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ لابد لمثل هذه العلة النورانية والكلمة الالهية التامة من معلول يشابهه ويناسخه لقانون العلة والمعلول كما هو ثابت في الفلسفة والحكمة المتعالية ويكون عندئذ هو نفسه وهو أمير المؤمنين اسد الله الغالب علي بن ابي طالب عليهالسلام ومما يدل على ذلك هو آية المباهلة ، فيظهر من هذا كله معنى ولولا علي لما خلقتك.
ولولا فاطمة لما خلقتكما
وذلك لكون فاطمة عليهاالسلام أم ابيها فهي جمعت الكمالات المحمدية وكانت مظهراً للصفات الربوبية وهي بقية النبوة ولولاها لما قام بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم للدين عمود ولا أخضر له عود وبنورها زهرت السماوات العلى.
وكذلك كونها ام الأئمة. وهي الوعاء الطاهر لذرية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهي الكوثر الذي لا ينقطع عطاؤه ... ومنها الامتداد العلوي لأئمة أهل البيت عليهمالسلام ، فاذا عرفنا ذلك أدركنا عظمة الزهراء وحكمة وجودها لأنّ صلاح العالم كله انما يكون وينطلق من ابناءها ويكفي دليلا على ذلك ، ان يكون صلاح العالم ، واصلاح الدنيا اليوم ، بواحد من ابناء فاطمة عليهاالسلام وهو الإمام المهدي عليهالسلام يقول الرسول الاعظم محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم « المهدى من ولد فاطمة ».
اذاً فإن فاطمة الزهراء ، هي الصديقة الكبرى ، وهي الكوثر المتدفق بالعطاء ، وهي