المراد من قوله فيه تبيان كل شيء ، اقتباسا من الآية الشريفة لايراد التبيان العلمي ، بل المراد الاعم منه ، ومن التبيان الشهودي والعلمي باعمال القدرة وما أقدرهم الله عليه كما لا يخفى على الناقد البصير ، والله العالم وأولياؤه بكلامه ، وقوله تعالى : ( وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ) (١). ففي تفسير البرهان عن الإمام العسكري ... إلى ان « قال عليهالسلام : ثم قال الله عز وجل : ( وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ) قال : واذكروا يا بني اسرائيل اذ استسقى موسى لقومه ، طلب لهم السقايا لما لحقهم العطش في التيه ، وضجوا بالبكاء ، وقالوا : أهلكنا العطش يا موسى. فقال موسى : الهي بحق محمد سيد الأنبياء ، وبحق علي سيد الأوصياء ، وبحق فاطمة سيدة النساء ، وبحق الحسن سيد الأولياء ، وبحق الحسين افضل الشهداء ، وبحق عترتهم وخلفاؤهم سادة الازكياء لما سقيت عبادك هؤلاء ، فأوحى الله تعالى إليه : يا موسى اضرب بعصاك الحجر ، فضرب بها ، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل اناس مشربهم ، كل قبيلة من اولاد يعقوب مشربهم ، فلا يزاحمهم الاخرون في مشربهم » الحديث. فظاهر هذا الحديث ونحوه اعطاؤه تعالى هذه القدرة لموسى عليهالسلام بظهور هذا المعجز منه بواسطة ضرب العصا ، وحقيقته ترجع إلى انه تعالى مكنه من هذا الأمر المعجز بما منحه من الولاية التكوينية ، التي اثرها التصرف في الموجودات وسيجيء قريبا توضيحه. ولعصا موسى معاجز اخرى ، منها ما في تفسير نور الثقلين ، عن تفسير العياشي عن عاصم بن المصري في قضية بعثة موسى إلى فرعون ، إلى ان قال : فمكث بذلك ما شاء الله يسأله ان يستأذن له قال : فلما أكثر عليه ( أي على الاذن ) قال له : اما وجد رب العالمين من يرسله غيرك ؟ قال : فغضب موسى عليهالسلام فضرب الباب بعصاه ، فلم يبق بينه وبين فرعون باب إلاّ انفتح حتى انظر إليه فرعون وهو في مجلسه. الخبر. وفيه عن اصول الكافي باسناده إلى محمد ابن الفيض عن ابي جعفر عليهالسلام قال : كانت عصا موسى لادم عليهالسلام فصارت إلى شعيب عليهالسلام ثم صارت إلى موسى عليهالسلام وانها لعندنا ، وان عهدي بها آنفا وهي خضر
__________________
(١) البقرة : آية ٦٠.