وسبعون حرفا ، وحرف واحد عند الله استأثر به في علم الغيب عنده ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم (١) (٢). وايضا عن ابي عبد الله عليهالسلام قال : « ان الله عز وجل جعل اسمه الاعظم على ثلاثة وسبعين حرفا فاعطى آدم منها خمسة وعشرين حرفاً واعطى نوحاً منها خمسة عشر حرفاً واعطى منها ابراهيم ثمانية احرف واعطى موسى منها اربعة احرف واعطى عيسى منها حرفين وكان يحي بهما الموتى ويبرئ بهما الاكمة والابرص واعطى محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم اثنين وسبعين حرفا و احتجب حرفا لئلا يعلم ما في نفسه ويعلم ما نفس العباد » (٣).
أقول : يظهر من الحديثين ان اسم الله الاعظم انه قد استفاد منه الأنبياء عليهمالسلام في استخدام ولايتهم التكوينية لاعمال المعجزات والكرامات وقضاء حاجات الناس وحسب ما ترتضيه المشيئة الالهية وعلى هذا الاساس نفهم ان محمداً صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته الأطهار مما استأثرهم به الله تعالى هو اعطاءهم اسمه الاعظم وبقابلية أكبر واكثر من الأنبياء السابقين وأوصيائهم.
اذن الرسول الأعظم محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته كانت لديهم هذه الولاية التكوينية ويستخدمونها بما عندهم من اسم الله الاعظم وبما فيهم الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليهاالسلام باعتبارها ام الأئمة ووعاء الإمامة وأم ابيها وكونها حجة الله الكبرى على الأنبياء والأوصياء من ابناءها عليهمالسلام وسيأتينا كيفية اعمال فاطمة لهذه الولاية والشواهد عليها من خلال الاحاديث الشريفة.
الولاية التكوينية إنما تكون باذن الله تعالى
هذه بعض الأحاديث المأثورة تبين إنَّ إعمال الولاية التكوينية إنما يكون باذن الله تعالى ، وانها وقعت لأهل بيت النبوة هذه الولاية واستخدموها كما يظهر ذلك من
__________________
(١) أي لا يقع من هذه الامور او غيرها إلا بارادة الله وقدرته سبحانه.
(٢) الكافي : ١ / ٢٨٦ ، بصائر الدرجات ٤ / ٢٢٨ ح ١.
(٣) بصائر الدرجات : ٤ / ٢٢٩.