حاشا بني فاطمة كلهم |
|
من خسة يعرض او من خنا |
وانما ايام في غدرها |
|
وفعلها السوء اساءت بنا لئن جنا |
من ولدي واحد |
|
تجعل كل السب عمدا لنا |
فتب إلى الله فمن يقترف |
|
اثما بنا لا يأمن مما جنا |
فاصفح لاجل المصطفى احمد |
|
ولا تثر من آله اعينا |
فكل ما نالك منهم غدا |
|
تلقى به في الحشر منامنا |
ثم صب بيدها المباركة المكرمة المقدسة شيئا شبه الماء على جرحه ، ثم ايقظ من منامه فرأى ان جراحته التي كانت في بدنه صارت ملتئمة صحيحة ، فكتب فورا قصيدة فاطمة عليهاالسلام التي انشدتها في رؤياه ، ثم قال معتذرا :
عذر إلى بنت نبي الهدى |
|
تصفح عن ذنب محب جنا |
وتوبة تقبلها عن اخي |
|
مقالة توقعها في العنا |
والله لو قطعني واحد |
|
منهم بسيف البغي او بالقنا |
لم اره بفعله ظالما |
|
بل انه في فعله احسنا |
فكتب هذه الحكاية إلى ملك اليمن فارسل الملك الهدايا الكثيرة لهذه الاشراف وأهل مكة وهذه القصيدة مشهورة بين الناس ومسطورة في ديوان ابن عيين (١).
* وروي أن عليا عليهالسلام أستقرض من يهودي شعيرا ، فاسترهنه شيئا فدفع إليه ملاءة (٢) فاطمة ، رهنا ، وكانت من الصوف فأدخلها اليهودي إلى داره ووضعها في البيت. فلما كانت الليلة دخلت زوجته البيت الذي فيه الملاءة بشغل ، فرأت نوراً ساطعاً في البيت أضاء به كله فانصرفت إلى زوجها ، فأخبرته بأنها رأت في ذلك البيت ضوءاً عظيماً فتعجب اليهودي من ذلك وقد نسي ان في بيته ملاءة فاطمة. فنهض مسرعاً ودخل البيت فاذا ضياء الملاءة ينشر شعاعها كأنه يشتعل من بدر منير ، يلمع من قريب فتعجب من ذلك ، فأنعم النظر في موضع الملاءة ، فعلم ان ذلك النور من ملاءة فاطمة عليهاالسلام ، فخرج اليهودي يعدو إلى أقربائه وزوجته تعدوا إلى أقربائها
__________________
(١) ينابيع المودة : ٣٦٧.
(٢) الملاءة ـ بالضم والمد ـ : الازار والريطة.