المُحْسِنِينَ ) ، وجعل عيسى من ذرّيّة إبراهيم ، قال : فأيّ شيء قالوا لكم ؟ قلت : قالوا : قد يكون ولد الابنة من الولد ولا يكون من الصلب. قال : فبأيّ شيء احتججتم عليهم ؟ قال : قلت : احتججنا عليهم بقول الله تعالى : ( قُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ ) الآية : قال : فأيّ شيء قالوا لكم ؟ قلت : قالوا قد يكون في كلام العرب ابني رجل واحد ، فيقول : أبنائنا ، وإنّما هما ابنُ واحدٍ. قال : فقال أبو جعفر عليهالسلام : والله يا أبا الجارود لاُعطينَّكها من كتاب الله تسمّى لصلب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يردُّها إلاّ كافر. قال : قلت : جعلت فداك ، وأين ؟ قال : حيث قال الله ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ ( إلى أن ينتهي إلى قوله ) وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ ) (١) ، فسلهم يا أبا الجارود ، هل حلّ لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نكاح حليلتهما ؟ فإن قالوا : نعم ، فكذبوا والله وفجروا ، وإن قالوا : لا ، فهما والله ابناه لصلبه ، وما حرمتا عليه إلاّ للصلب (٢).
وعن عامر الشعبيّ إنّه قال : بعث إليّ الحجّاج ذات ليلة ، فخشيت ، فقمت وتوضّأت وأوصيت ، ثم دخلت عليه فنظرت فإذا نطع منشور وسيف مسلول ، فسلّمت عليه ، فردّ السلام فقال : لا تخف ، فقد أمنتك الليلة وغداً إلى الظهر. وأجلسني عنده ، ثمّ أشار فأتي برجل مقيّد بالكبول والأغلال ، فوضعوه بين يديه فقال : إنّ هذا الشيخ يقول : إنّ الحسن والحسين كانا ابني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ ليأتينّي بحجّة من القرآن وإلا لأضربنّ عنقه.
فقلت : يجب أن تحلّ قيده فإنّه إذا أحتجّ فإنّه لا محالة يذهب ، وإن لم يحتجّ فإنّ السيف لا يقطع هذا الحديد. فحلّوا قيوده وكبوله ، فنظرت فإذا هو سعيد بن جبير ، فحزنت بذلك وقلت : كيف يجد حجّة على ذلك من القرآن ؟ فقال له الحجّاج : ائتني بحجّة من القرآن على ما ادّعيت وإلا أضرب عنقك. فقال له : انتظر. فسكت ساعة ثم قال له مثل ذلك ، فقال : انتظر. فسكت ساعة ثم قال له مثل ذلك ، فقال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم قال : ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ( إلى
__________________
(١) النساء : ٢٣.
(٢) البحار: ٤٣ / ٢٣٣.