لبعض أشراف مكة (١)
ما لعيْني قدْ غابَ عنها كراها (٢) |
|
وعراها من عبرةٍ ما عراها |
ألدارٍ نعمتُ فيها زماناً |
|
ثم فارقتُها فلا أغشاها |
أمْ لحيٍّ بانوا باقمارِ ثمِّ |
|
يتجلّىٰ الدُجىٰ بضوءِ
سناها |
حاشَ لله لستَ أُطمعُ نفسي |
|
آخرَ العمرِ في اتّباع هواها |
بل بكائي لذكرِ مَنْ خصَّها الله |
|
تعالىٰ بلطفهِ واجتباها |
ختمَ الله رسلَهُ بأبيها |
|
واصطفاهُ لوحيهِ واصطفاها |
وحباها بالسيّدينِ الزكيين |
|
الامامينِ منهُ حينَ حباها |
ولَفكريْ في الصاحبينِ الّلذينِ |
|
استحسنا ظلمَها وما راعياها |
منعا بعلَها مِنَ العهدِ والعقدِ |
|
وكانَ المنيبَ والأوّاها |
واستبدّا بأمرةٍ دبّراها |
|
قبلَ دفن النبيِّ وانتهزاها |
وأتتْ فاطمٌ تطالبُ بالأرثِ |
|
من المصطفىٰ فما ورثاها |
ليتَ شعري لِم خولفت سننُ |
|
القرآنِ فيها والله قد أبداها |
نُسختْ آيةُ المواريثِ منها |
|
أمْ هما بعد فرضها بدّلاها |
قالا أبوكِ جاءَ بهذا |
|
حجةً من عنداهمْ نصباها |
قالَ للأنبياءِ حكمٌ بأن لا |
|
يورثوا في القديم وانتهراها |
أفبنتُ النبىِّ لم تدرِ إنْ كا |
|
ن نبيُّ الهدىٰ بذلك فاها |
بضعةٌ من محمدٍ خالفتْ ما قالَ |
|
حاشا مولاتِنا حاشاها |
سمعتْهُ يقولُ ذاكَ وجاءت |
|
تطلبُ الارثَ ضلة وسفاها |
هيَ كانتْ لله أتقىٰ وكانتْ |
|
افضلُ الخلقِ عفّةً ونزاها |
أو تقولُ النبيّ قدْ خالفَ القر |
|
آنَ ويحَ الأخبارِ ممن رواها |
سلْ بإبطالِ قولهم سورةَ النمل |
|
وسلْ مريمَ التي قبلَ طهَ |
__________________
(١) * : يقول السيد الأمين في المجالس السنية ص ١٠١ ج ٥ وجدت هذه القصيدة بخط الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي ويظهر أنها لبعض أشراف مكة.
(٢) الكرىٰ : النعاس.