حب الدنيا والذنوب فكلما ازداد حب الإنسان للدنيا إزدادت ذنوبه وكما ورد في الحديث الشريف ان « حب الدنيا رأس كل خطيئة » فاذا لم يكن حب الدنيا له وجود في حياة الإنسان فسوف تكون النتيجة مفادها : ان الإنسان سوف يبتعد عن الذنوب بقدر ابتعاده عن حب الدنيا ، وما نحن فيه فان إعمال الشرط من الله تعالىٰ علىٰ الأنبياء بالزهد في حب الدنيا سوف تكون من نتائجه ان يتركوا الدنيا والتعلق بها كذلك لا يعملون الذنوب والمعاصي وبالنتيجة النهائية سيكونون معصومين بالعصمة الذاتية التي تكون ملازمة لهم من جهة لطف الله تبارك وتعالىٰ اضافة الى الضرورة الربانية اقتضت ذلك ايضاً. اما لماذا إشترط الزهد في حب الدنيا وما حاجة العصمة للانبياء ، فهذا ما يكون الاحتياج إليه بصورة ضرورية ومؤكد ولإحتياج الأنبياء العصمة في مقام التبليغ للرسالة السماوية بل مطلق العصمة لهم ، ولئلا يكون للناس الحجة البالغة على الله تعالى ، والعصمة لا تأتي مع حب الدنيا. اما الدليل على هذا الكلام فناهيك عن القرآن الكريم والروايات الواردة في المقام التي تدل على المطلب بل هناك الدليل العقلي على ذلك ، اما الدليل الذي نقوم بالاستدلال به فهذا ما أثبته دعاء الندبة الشريف حيث ورد فيه. « اللهم لك الحمد علىٰ ما جرىٰ به قضاؤك في أولياؤك الذين استخلصتهم لنفسك ودينك إذ أخترت لهم جزيل ما عندك من النعيم المقيم الذي لا زوال له ولا اضمحلال بعد أن شرطت عليهم الزهد في درجات الدنية وزخرفها وزبرجها فشرطوا لك ذلك وعلمت منهم الوفاء به فقبلتهم وقربتهم وقدمت لهم الذكر العلي والثناء الجلي واهبطت عليهم ملائكتك وكرمتهم بوحيك ورفدتهم بعلمك وجعلتهم الذريعة اليك والوسيلة الى رضوانك ... الخ ».
اذن بعد الإمتحان والاختبار والمشارطة من الله تعالىٰ بترك حب الدنيا والزهد فيها وبعد العلم من الله بهم بانهم أوفياء كانت النتيجة النهائية لهذا الامتحان والإختبار وهي :
١ ـ الاستخلاص والاصطفاء.
٢ ـ القبول من الله تعالىٰ لهم.
٣ ـ الذكر العلي والثناء الجلي للأنبياء « أي قدم اليهم ذلك ».