الشيخ حبيب شعبان*
أيا منزلَ الاحباب ما لكَ موحشاً |
|
بزهرتكَ الأرياحُ أودت بما تسفي |
تَعفيتَ يا ربعَ الاحبةِ بعدهم |
|
فذكرتني قبرَ البتولةِ إذ عفَي |
رمتها سهامُ الدهرِ وهيَ صوائبٌ |
|
بشجوٍ إلى أن جُرّعت غصصَ الحتفِ |
شجاها فراقُ المصطفى واحتقارُها |
|
لدى كلِّ رجسٍ من صحابتهِ جِلفِ |
لقد بالغوا في هضمِها وتحالفوا |
|
عليها وخانوا الله في محكمِ الصحفِ |
فآبت وزندُ الغيظِ يقدحُ في الحشا |
|
تعثرُ بالأذيالِ مثنية العطف |
وجائت إلى الكرارِ تشكو اهتضامَها |
|
ومدت اليهِ الطرفَ خاشعةَ الطرف |
أبا حسنٍ يا راسخ العلمِ والحجى (١) |
|
إذا فرت الابطالُ رعباً من الزحف |
ويا واحداً أفنى الجموعَ ولم يزل |
|
بصيحته يسومونني ما لا اطيق من الخسف |
ويلطم وجهي نَصبَ عينيكَ ناصبُ |
|
العداوةِ لي بالضرب مني يستشفي |
فتُغضي ولا تُنضي حسامَكَ آخذاً |
|
بحقي ومنهُ اليومَ قد صفرت كفّي |
لمن اشتكي إلاّ اليكَ ومَن بهِ |
|
الوذُ وهل لي بعدَ بيتِكَ من كهف |
وقد أضرموا النيرانَ فيه وأسقطوا |
|
جنيني فوا ويلاهُ منهم ويا لهفي |
وما برحت مهضومةً ذاتَ علةٍ |
|
تأرقُها البلوى وظالمها مُغفي |
إلى أن قضت مكسورةَ الضلعِ مسقِطاً |
|
جنينٌ لها بالضربِ مسودّة الكتف |
__________________
(*) الشيخ حبيب شعبان من شعراء أهل البيت يمتاز شعره بالمتانة والسلاسة. ولد في النجف سنة ١٢٩٠ ه تقريباً.
أما وفاته فقد سافر إلى الهند في سنة ١٣٢٥ وانقطعت اخباره إلى سنة ١٣٣٦ ه وردت اخبار وفاته هناك. ترجمه السيد جواد شبر في ادب الطف وعلي الخاقاني في شعراء الغري.
(١) الحجى : العقل والفطنة.