(وَلْتَأْتِ طائِفَةٌ أُخْرى لَمْ يُصَلُّوا) لاشتغالهم بالحراسة ، وهم الّذين كانوا بإزاء العدوّ (فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ).
واختلف في الطائفة الأولى إذا رفعت رؤوسهم من السجود وفرغت من الركعة كيف يصنعون؟ فعندنا أنهم إذا سجدوا في الأولى يصلّون ركعة أخرى ويتشهّدون ويسلّمون ، والامام قائم في الثانية ، ثم ينصرفون إلى مواقف أصحابهم ، ويجيء الآخرون فيستفتحون الصلاة ، ويصلّي بهم الامام الركعة الثانية ، ويطيل التشهّد حتى يقوموا فيصلّوا بقيّة صلاتهم ، ثم يسلّم بهم ، كما فعله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بذات (١) الرقاع. فيكون للطائفة الأولى تكبيرة افتتاح الامام ، وللثانية تسليمه. وهو مذهب الشافعي أيضا.
وقيل : إنّ الامام يصلّي مرّتين ، بكلّ طائفة مرّة ، كما فعله النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ببطن نخل (٢). وهذه الصلاة تصحّ أيضا مع الأمن.
وقيل : إنّ الطائفة الأولى إذا فرغت من ركعة يسلّمون ويمضون إلى وجه العدوّ ، وتأتي الطائفة الأخرى ويصلّي بهم ركعة. وهذا مذهب جابر ومجاهد ، ومن يرى أنّ صلاة الخوف ركعة واحدة.
وقيل : إنّه إذا صلّى بالطائفة الأولى ركعة مضوا إلى وجه العدوّ ، وتأتي الطائفة الأخرى فيكبّرون ويصلّي الامام بهم الثانية ، ويسلّم الإمام ويعودون إلى وجه العدوّ ، وتأتي الطائفة الأولى فيؤدّون الركعة الثانية بغير قراءة ، فيتمّون صلاتهم ويرجعون إلى وجه العدوّ ، وتأتي الطائفة الثانية فيؤدّون الركعة بقراءة ، ويتمّون
__________________
(١) قال الواقدي : ذات الرقاع قريبة من النخيل بين السعد والشقرة وبئر أرما ، على ثلاثة أيّام من المدينة. وفي تعيين موضع غزاة ذات الرقاع التي غزاها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أقوال ، انظر معجم البلدان ٣ : ٥٦.
(٢) بطن نخل : قرية قريبة من المدينة على طريق البصرة. معجم البلدان ١ : ٤٤٩.