المراد بهم اليهود الّذين جاهروا بالعداوة لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والتولّي للمشركين. فيكون معنى الموالاة التناصر والمعاونة على محاربة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعاداته.
(لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (٨٢) وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ (٨٣) وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللهِ وَما جاءَنا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنا رَبُّنا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (٨٤) فَأَثابَهُمُ اللهُ بِما قالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ (٨٥))
ثمّ ذكر سبحانه معاداة اليهود للمسلمين ، فقال : (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) لشدّة عداوتهم ، وتضاعف كفرهم ، وانهماكهم في اتّباع الهوى ، وركونهم إلى التقليد ، وبعدهم عن التحقيق ، وتمرّنهم على تكذيب الأنبياء ، ومعاداتهم. وعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما خلا يهوديّان بمسلم إلّا همّا بقتله».
ثمّ ذكر لين عريكة النصارى ، فقال : (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى) للين جانبهم ، ورقّة قلوبهم ، وقلّة حرصهم على الدنيا ، وكثرة اهتمامهم بالعلم والعمل. وأشار إليه بقوله : (ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ) علماء أحبارا