نَشْتَرِي بِهِ) هذا مقسم عليه ، و (إِنِ ارْتَبْتُمْ) اعتراض يفيد اختصاص القسم بحال الارتياب. والمعنى : لا نستبدل بالقسم أو بالله (ثَمَناً) عرضا من الدنيا ، أي : لا نحلف بالله كاذبا لطمع (وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى) ولو كان المقسم له قريبا منّا. وجوابه أيضا محذوف ، أي : لا نشتري.
(وَلا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللهِ) أي : الشهادة الّتي أمرنا بإقامتها (إِنَّا إِذاً لَمِنَ الْآثِمِينَ) أي : إن كتمنا.
روي أنّ ثلاثة نفر خرجوا تجّارا من المدينة إلى الشام : تميم بن أوس الداري ، وأخوه عديّ بن يزيد ، وكانا حينئذ نصرانيّين ، وبديل بن أبي مارية مولى عمرو بن العاص. فلمّا قدموا الشام مرض ابن أبي مارية ، فدوّن ما معه في صحيفة وطرحها في متاعه ، ولم يخبرهما به ، وأوصى إليهما بأن يدفعا متاعه إلى أهله ومات. ففتّشاه وأخذا منه إناء من فضّة فيه ثلاثمائة مثقال منقوشا بالذهب ، فغيّباه.
فأصاب أهله الصحيفة فطالبوهما ، فجحدا ، فترافعوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فنزلت هذه الآية. فصلّى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم العصر ، ودعا بتميم وعديّ ، فحلّفهما رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد صلاة العصر عند المنبر وخلّى سبيلهما. ثمّ وجد الإناء في أيديهما ، فأتاهما بنو سهم في ذلك ، فقالا : قد اشتريناه منه ، ولكن لم يكن لنا عليه بيّنة ، فكرهنا أن نقرّ به ، فرفعوهما إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فنزلت.
(فَإِنْ عُثِرَ) فإن اطّلع (عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً) أي : فعلا ما أوجب إثما بأيمانهما الكاذبة ، واستوجبا أن يقال : إنّهما لمن الآثمين بخيانتهما (فَآخَرانِ) فشاهدان آخران (يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ) من الّذين جني عليهم ، وهم الورثة. وقرأ حفص : استحقّ على البناء للفاعل. (الْأَوْلَيانِ) أي : من الورثة الّذين استحقّ عليهم الأوليان ، أي : الأحقّان بالشهادة ، لقرابتهما ومعرفتهما. هو على قراءة البناء للمفعول خبر محذوف ، أي : هما الأوليان ، كأنّه قيل : ومن هما؟ فقيل :