لخلطنا عليهم ما يخلطون على أنفسهم ، فيقولون : ما هذا إلّا بشر مثلكم ، فحصل الاشتباه بينهم ، وكذّبوه كما كذّبوا محمدا.
(وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (١٠) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (١١) قُلْ لِمَنْ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (١٢) وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٣))
ثمّ قال سبحانه على سبيل التسلية لنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم من تكذيب المشركين إيّاه واستهزائهم به : (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ) كما استهزئ قومك ، فلست بأوّل رسول استهزئ به ، ولا هم أوّل أمّة استهزئت برسولها (فَحاقَ) فأحاط (بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) الشيء المستهزأ الّذي كانوا يستهزؤن به ، وهو الحقّ ، حيث أهلكوا من أجل الاستهزاء به. وقيل : فأحاط بهم وبال استهزائهم ، أو العذاب الّذي يسخرون من وقوعه.
(قُلْ سِيرُوا) سافروا (فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا) بأبصاركم ، وتفكّروا بقلوبكم (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) المستهزئين بالرسل من الأمم السالفة ، أي : كيف أهلكهم الله تعالى بعذاب الاستئصال كي تعتبروا.