معرفة منّي بابني ، لأنّي عرفته بما نعته الله لنا في كتابنا ، فأشهد أنّه هو ، فأمّا ابني فإنّي لا أدري ما أحدثت أمّه.
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (٢١) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٢٢))
ثم بيّن سبحانه ما يلزمهم من التوبيخ والتهجين بالإشراك ، فقال : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى) اختلق (عَلَى اللهِ كَذِباً) كقولهم : الملائكة بنات الله ، وهؤلاء شفعاؤنا عند الله (أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ) كأن كذّبوا بالقرآن والمعجزات ، وسمّوها سحرا. وإنّما ذكر «أو» وهم قد جمعوا بين الأمرين ، تنبيها على أنّ كلّا منهما وحده بالغ غاية الإفراط في الظلم على النفس. والاستفهام في معنى الجحد ، أي : لا أحد أظلم منه.
(إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) لا يفوز الكافرون المتوغّلون في الكفر والافتراء برحمة الله وثوابه ، ولا بالنجاة من النار.
(وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً) ناصبه محذوف ، تقديره : ويوم نحشرهم كان كيت وكيت ، فترك ليبقى على الإبهام الّذي هو أدخل في التخويف (ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ) أي : آلهتكم الّتي جعلتموها شركاء لله تعالى. وقرأ يعقوب : يحشرهم ويقول بالياء. (الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) أي : تزعمونهم شركاء ، فحذف المفعولان. والمراد من الاستفهام التوبيخ. ويجوز أن يحال بينهم وبين آلهتهم حينئذ ، ليفقدوها في الساعة الّتي علّقوا بها الرجاء فيها ، فيروا مكان خزيهم وحسرتهم. ويحتمل أن يشاهدوهم ، ولكن لمّا لم ينفعوهم فكأنّهم غيّب عنهم.