ونحوه ما روي عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : «يا ابن آدم إذا رأيت ربّك يتابع عليك نعمه فاحذره».
(فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا) أي : آخرهم ، بحيث لم يبق منهم أحد ، فلم يبق لهم عقب ولا نسل ، من : دبره دبرا ودبورا ، إذا تبعه (وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) على إهلاكهم وإعلاء كلمته ، فإنّ إهلاك الكفّار والعصاة ـ من حيث إنّه تخليص لأهل الأرض من شؤم عقائدهم وأعمالهم ـ نعمة جليلة يحقّ أن يحمد عليها. وفيه إيذان بوجوب الحمد لله عند هلاكه للظلمة ، فإنّه من أجلّ النعم.
وعن أبي عبد الله عليهالسلام : «من أحبّ بقاء الظالمين فقد أحبّ أن يعصى الله ، ومن أحبّ أن يعصى الله فقد بارز الله بالعداوة ، وإنّ الله حمد نفسه على إهلاك الظالمين ، فقال : (فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (٤٦) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (٤٧))
ثمّ زاد سبحانه في الاحتجاج عليهم ، فقال : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ) أي : أصمّكم وأعماكم (وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ) بأن يغطّي عليها ما يزول به عقلكم وفهمكم ، ويسلب تمييزكم (مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ) أي : بذلك ، إجراء للضمير مجرى اسم الإشارة ، أو بما أخذ وختم عليه ، أو بأحد هذه المذكورات.