وَالْبَحْرِ) من شدائدهما ومخاوفهما. استعيرت الظلمة للشدّة والحاجة ، لمشاركتهما في الهول وإبطال الأبصار ، فقيل لليوم الشديد : يوم مظلم ويوم ذو كواكب ، أي : اشتدّت ظلمته حتّى صار كالليل. أو من الخسف في البرّ والغرق في البحر بذنوبهم.
وقرأ يعقوب : ينجيكم بالتخفيف. والمعنى واحد.
(تَدْعُونَهُ) عند معاينة هذه الأهوال (تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً) معلنين ومسرّين ، أو إعلانا وإسرارا. وقرأ أبو بكر عن عاصم : خفية بالكسر (لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ) أي : هذه الظلم الشديدة (لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) على إرادة القول ، أي : تقولون : لئن أنجيتنا من هذه.
وقرأ الكوفيّون : لئن أنجانا ، ليوافق قوله : «تدعونه» ، إلّا أنّ حمزة والكسائي أمالاه.
(قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها) من هذه الشدّة. وشدّده الكوفيّون وهشام عن ابن عامر ، وخفّفه الباقون. (وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ) غمّ سواها (ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ) تعودون إلى الشرك ، ولا توفون بالعهد بعد قيام الحجّة عليكم. وإنّما وضع «تشركون» موضع : لا تشكرون ، تنبيها على أنّ من أشرك في عبادة الله تعالى فكأنّه لم يعبده رأسا.
(قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (٦٥))
ثمّ عطف سبحانه على ما تقدّم من الحجج الّتي حاجّ بها الكافرين ، ونبّه على