إبراهيم ، برفع درجاته ، وكثرة أولاده ، والنبوّة فيهم.
(وَزَكَرِيَّا) بن أذن بن بركيا (وَيَحْيى) ابنه (وَعِيسى) وهو ابن مريم بنت عمران بن ياشهم بن أمون بن حزقيا. وفي ذكره دليل على أنّ الذرّيّة تتناول أولاد البنت. ففيه دلالة واضحة وحجّة قاطعة على أنّ الحسن والحسين عليهماالسلام ذرّيّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنّهما ابنا رسول الله. وقد صحّ
في الحديث أنّه قال لهما : «ابناي هذان إمامان ، قاما أو قعدا». وقال للحسن : «إنّ ابني هذا سيّد».
وأنّ الصحابة كانوا يقولون لكلّ منهما ومن أولادهما : يا ابن رسول الله ، والأصل في الاستعمال الحقيقة.
(وَإِلْياسَ) قيل : هو إدريس جدّ نوح عليهالسلام ، كما قيل : ليعقوب إسرائيل ، فيكون البيان مخصوصا بمن في الآية الأولى. وقيل : هو إلياس بن يستر بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران نبيّ الله ، فهو من أسباط هارون أخي موسى. وعن كعب : هو الخضر. (كُلٌ) من الأنبياء والمرسلين (مِنَ الصَّالِحِينَ) الكاملين في الصلاح ، وهو الإتيان بما ينبغي ، والتحرّز عمّا لا ينبغي.
(وَإِسْماعِيلَ) بن إبراهيم ، من هاجر (وَالْيَسَعَ) بن أخطوب بن العجوز.
وقرأ حمزة : والليسع. وعلى القراءتين علم أعجميّ أدخل عليه اللام ، كما أدخل على اليزيد في قوله :
رأيت الوليد بن اليزيد مباركا |
|
شديدا بأعباء الخلافة كاهله |
(وَيُونُسَ) بن متّى (وَلُوطاً) بن هاران ابن أخي إبراهيم. وقيل : ابن أخته. (وَكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ) بالنبوّة. وفيه دليل على فضلهم على من عداهم من أهل زمانهم.
(وَمِنْ آبائِهِمْ) ومن آباء هؤلاء الأنبياء ، في موضع النصب عطفا على «كلّا» أو «نوحا» ، أي : فضّلنا كلّا منهم ، أو هدينا هؤلاء وبعض آبائهم (وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ) بعض منهم ، فإنّ منهم من لم يكن نبيّا ولا مهديّا.