زجّا مثل زجّ أبي مزادة القلوص. والزجّ : الطعن. والمزجّة بفتح الزاء : الرمح القصير. والقلوص : الشابّة من النوق. فتقدير الآية : زيّن لهم أن قتل شركاؤهم أولادهم.
(لِيُرْدُوهُمْ) ليهلكوهم بالإغواء (وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ) وليخلطوا عليهم ويشبهوه. ودينهم هو ما كانوا عليه من دين إسماعيل. وقيل : دينهم الّذي كان يجب أن يكونوا عليه. واللام للعلّة إن كان التزيين من الشياطين ، وللعاقبة إن كان من السدنة.
(وَلَوْ شاءَ اللهُ) مشيئة قسر (ما فَعَلُوهُ) أي : ما فعل المشركون ما زيّن لهم من القتل ، لكن هذه المشيئة منافية للتكليف الّذي هو مناط الثواب والعقاب ، فلم يشأها (فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ) أي : افتراءهم ، أو ما يفترونه من الإفك على الله. وفيه غاية الزجر والتهديد ، كما يقول القائل : دعه وما اختار.
وفي هذه الآية دلالة واضحة على أنّ تزيين القتل والقتل فعلهم ، وأنّهم في إضافة ذلك إلى الله تعالى كاذبون.
(وَقالُوا هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُها إِلاَّ مَنْ نَشاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها وَأَنْعامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا افْتِراءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِما كانُوا يَفْتَرُونَ (١٣٨) وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (١٣٩))
ثمّ حكى الله سبحانه عنهم عقيدة اخرى من عقائدهم الفاسدة ، فقال : (وَقالُوا هذِهِ) إشارة إلى ما جعل لآلهتهم (أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ) حرام. فعل بمعنى