وإن تكن الأجنّة ميتة. ولابن كثير التذكير والرفع على أنّ «كان» تامّة ، وتأنيث الفاعل غير حقيقي. وللباقين التذكير والنصب على : وإن يكن ما في بطنها ميتة.
وقيل : التاء في الخالصة للمبالغة ، كما في راوية الشعر ، أو هو مصدر كالعافية ، وقع موقع الخالص.
(سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ) أي : جزاء وصفهم الكذب على الله تعالى في التحريم والتحليل ، من قوله : (وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ) (١) هذا حلال وهذا حرام (إِنَّهُ حَكِيمٌ) فيما يفعل بهم من العقاب آجلا ، وفي إمهالهم عاجلا (عَلِيمٌ) بما يفعلونه ، لا يخفى عليه شيء منها.
(قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللهُ افْتِراءً عَلَى اللهِ قَدْ ضَلُّوا وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (١٤٠))
ثمّ جمع سبحانه بين الفريقين : الّذين قتلوا الأولاد ، والّذين حرّموا الحلال ، فقال : (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ) يريد بهم العرب الّذين كانوا يقتلون بناتهم مخافة السبي والفقر. وقرأ ابن كثير وابن عامر : قتّلوا بالتشديد ، بمعنى التكثير.
(سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ) لخفّة عقلهم ، وجهلهم بأنّ الله رازق أولادهم. ويجوز نصبه على الحال أو المصدر.
(وَحَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللهُ) من البحائر ونحوها (افْتِراءً عَلَى اللهِ) يحتمل الوجوه المذكورة فيه (قَدْ ضَلُّوا) قد ذهبوا عن طريق الحقّ بما فعلوه (وَما كانُوا مُهْتَدِينَ) إلى الحقّ والصواب.
وفي هذه الآيات دلالات على بطلان مذهب المجبّرة ، لأنّه سبحانه أضاف
__________________
(١) النحل : ٦٢.