الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (١٥١) وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (١٥٢) وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٥٣))
ولمّا حكى سبحانه عنهم تحريم ما حرّموه ، عقّبه بذكر المحرّمات ، فقال : (قُلْ تَعالَوْا) أمر من التعالي. وأصله أن يقوله من كان في علوّ لمن كان في سفل ، فاتّسع فيه بالتعميم. (أَتْلُ) أقرأ (ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ) منصوب بـ «أتل». و «ما» تحتمل الخبريّة والمصدريّة. ويجوز أن تكون استفهاميّة منصوبة بـ «حرّم» ، والجملة مفعول «أتل». والمعنى : أتل أيّ شيء حرّم ربّكم؟ (عَلَيْكُمْ) متعلّق بـ «حرّم» أو «أتل».
(أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) أن مفسّرة ، و «لا» للنهي ، أي : لا تشركوا به. وإن جعلت «أن» ناصبة كان «أن لا تشركوا» بدلا من «ما حرّم». إلّا أنّ القول الأوّل أوجه ، ليكون «لا تشركوا» «ولا تقربوا» «ولا تقتلوا» «ولا تتّبعوا السبل» النواهي ، أو بتعطّف الأوامر عليها ، وهي قوله : (وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) ، فإنّ التقدير : وأحسنوا للوالدين إحسانا ، وأوفوا ، وإذا قلتم فاعدلوا. ويجوز أن تقف على قوله : (حَرَّمَ رَبُّكُمْ) ثمّ تبتدئ فتقول : أن لا تشركوا ، أي : عليكم ترك الإشراك ، على أن تكون «أن» الناصبة للفعل. و «شيئا» يحتمل المصدر والمفعول.