ثمّ خطّ عن يمينه وعن شماله خطوطا ثمّ قال : هذه سبل ، على كلّ سبيل منها شيطان يدعو إليه ، ثمّ تلا هذه الآية : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً).
(ذلِكُمْ) الاتّباع (وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) عن الضلال والتفرّق عن الحقّ.
عن ابن عبّاس : هذه الآيات محكمات لم ينسخها شيء من جميع الكتب ، وهي محرّمات على بني آدم كلّهم ، وهنّ أمّ الكتاب ، من عمل بهنّ دخل الجنّة ، ومن تركهنّ دخل النار.
وقال كعب الأحبار : والّذي نفس كعب بيده إنّ هذه الآيات لأوّل شيء في التوراة ، (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) : (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ) الآيات.
(ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (١٥٤) وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (١٥٥) أَنْ تَقُولُوا إِنَّما أُنْزِلَ الْكِتابُ عَلى طائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِراسَتِهِمْ لَغافِلِينَ (١٥٦) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتابُ لَكُنَّا أَهْدى مِنْهُمْ فَقَدْ جاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآياتِ اللهِ وَصَدَفَ عَنْها سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنا سُوءَ الْعَذابِ بِما كانُوا يَصْدِفُونَ (١٥٧))
(ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) عطف على «وصّاكم». و «ثمّ» للتراخي في