كلّ أهل الأديان ، وانتساب العرب إليه ، واتّفاقهم على أنّه كان على الحقّ (وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) يعني : إبراهيم كان يدعو إلى الله ، وينهى عن عبادة الأصنام. وهذا تعريض لكفّار مكّة.
(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي) عبادتي كلّها أو قرباني ، فجمع بين الصلاة والذبح ، ونحوه : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (١). وقيل : مناسك حجّي. (وَمَحْيايَ وَمَماتِي) وما أنا عليه في حياتي وأموت عليه من الإيمان والعمل الصالح ، أو طاعات الحياة والخيرات المضافة إلى الممات ، كالوصيّة والتدبير ، أو الحياة والممات أنفسهما.
وقرأ نافع : محياي بإسكان الياء ، إجراء للوصل مجرى الوقف. (لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) خالصة له.
(لا شَرِيكَ لَهُ) لا أشرك فيها غيره (وَبِذلِكَ) القول أو الإخلاص (أُمِرْتُ) أمر ربّي (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) من هذه الأمّة ، لأنّ إسلام كلّ نبيّ متقدّم على إسلام أمّته.
(قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (١٦٤) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٦٥))
ولمّا أمر سبحانه نبيّه ببيان الإخلاص في الدين ، عقّبه بأمره بأن يبيّن لهم
__________________
(١) الكوثر : ٢.