(لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ) أن يدخلهم الله بشفاعة النبيّ أو الإمام. وهذا حال من الواو. والواو إن كانت راجعة إلى الأنبياء أو الأئمّة فالطمع طمع يقين ، مثل قول إبراهيم : (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) (١) ، وإلّا طمع حسن ظنّ.
(وَإِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ) ورأوا ما هم فيه من العذاب (قالُوا) نعوذ بالله (رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) أي : في النار. وقيل : إن صارفا يصرف أبصارهم لينظروا فيستعيذوا.
(وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ قالُوا ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (٤٨) أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (٤٩))
(وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ) أي : الأنبياء والخلفاء (رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ) من رؤساء الكفرة وأئمّة الضلال (قالُوا) تعييرا وتوبيخا (ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ) كثرتكم ، أو جمعكم المال (وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ) عن الحقّ ، أو على الخلق.
ثمّ قالوا لهم : (أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ) إشارة إلى ضعفاء أهل الجنّة الّذين كانت الكفرة وسائر أهل الضلال يحتقرونهم في الدنيا ، ويحلفون أنّ الله لا يدخلهم الجنّة ، فالتفتوا إلى أصحاب الجنّة وقالوا : (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ). وهذا أوفق للوجوه الأخيرة. وعلى الأوّل معناه : قيل
__________________
(١) الشعراء : ٨٢.