يطلب به. (وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا) أي : اغترّوا بها وبطول وبطول البقاء فيها ، فكأنّ الدنيا غرّتهم.
(فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ) نفعل بهم فعل الناسين ، فنتركهم في النار ، فلا نجيب لهم دعوة ، ولا نرحم لهم عبرة (كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا) فلم يخطروه ببالهم ، ولم يستعدّوا له (وَما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ) وكما كانوا منكرين أنّها من عند الله.
و «ما» في الموضعين مصدريّة. والتقدير : كنسيانهم وكونهم جاحدين.
(وَلَقَدْ جِئْناهُمْ بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ عَلى عِلْمٍ هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥٢) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٥٣))
ولمّا ذكر الله حال الفريقين ، بيّن أنّه قد أتاهم الكتاب والحجّة دفعا لمعذرتهم ، فقال : (وَلَقَدْ جِئْناهُمْ بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ) بيّنّا معانيه من العقائد والأحكام والمواعظ مفصّلة (عَلى عِلْمٍ) عالمين بوجه تفصيل أحكامه ومواعظه وجميع معانيه. وهو حال من فاعل «فصّلناه». (هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) حالان من الهاء ، أي : فصّلنا القرآن حال كونه هاديا وسببا للرحمة في الدارين.
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ) أي : ما يؤول إليه أمر الكتاب من تبيّن صدقه بظهور صحّة ما نطق به من الوعد والوعيد. والمعنى : ما ينتظرون إلّا عاقبة ما وعدوا به. (يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ) عاقبة ما وعدوا به (يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ) تركوه ترك