بيتا في حال النحت ، ولا الثوب قميصا. أو على المفعوليّة ، على أنّ التقدير : بيوتا من الجبال ، أو تنحتون بمعنى : تتّخذون.
(فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ) نعم الله عليكم ، بما أعطاكم من القوّة والتمكّن في الأرض (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) ولا تضطربوا بالفساد في الأرض ، ولا تبالغوا فيه.
(قالَ الْمَلَأُ). وقرأ ابن عامر : وقال الملأ بالواو. (الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) تعظّموا وأبوا من اتّباع الرسول الداعي إلى الله (مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا) أي : للّذين استضعفوهم واستذلّوهم (لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ) بدل من (لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا) بدل الكلّ إن كان الضمير لـ «قومه» ، وبدل البعض إن كان لـ «الّذين». وذلك أنّ الراجع إذا رجع إلى «قومه» فقد جعل «من آمن» مفسّرا لمن استضعف منهم ، فدلّ أنّ استضعافهم كان مقصورا على المؤمنين ، وإذا رجع إلى «الذين استضعفوا» لم يكن الاستضعاف مقصورا عليهم ، ودلّ أنّ المستضعفين كانوا مؤمنين وكافرين.
(أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ) قالوه على الاستهزاء (قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ). عدلوا به عن الجواب السويّ الّذي هو «نعم» تنبيها على أنّ إرساله أظهر من أن يشكّ فيه عاقل ، ويخفى على ذي رأي ، وإنّما الكلام فيمن آمن به ومن كفر ، فلذلك قال : (قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ) على وجه المقابلة. ووضعوا «آمنتم به» موضع : أرسل به ، ردّا لما جعلوه معلوما مسلّما.
(فَعَقَرُوا النَّاقَةَ) فنحروها. قال الأزهري (١) : «العقر عند العرب قطع عرقوب البعير ، ثمّ جعل النحر عقرا ، لأنّ ناحر البعير يعقره ثمّ ينحره». أسند إلى جميعهم فعل بعضهم ـ وهو قدار بن سالف مع أصحابه ـ للملابسة ، أو لأنّه كان برضاهم.
وقدار كان أحيمر أزرق قصيرا ، وكانوا تسعة رهط.
روى الثعلبي بإسناده مرفوعا عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «يا علي أتدري من
__________________
(١) تهذيب اللغة ١ : ٢١٥.