ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم |
|
بهنّ فلول من قراع الكتائب |
ثمّ فزعوا إلى الله فقالوا : (رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً) أي : أفض علينا صبرا كثيرا حتّى يغمرنا ، كما يفرغ الماء. أو صبّ علينا ما يطهّرنا من الآثام ، وهو الصبر على وعيد فرعون. (وَتَوَفَّنا مُسْلِمِينَ) ثابتين على الإسلام.
قيل : إنّه فعل بهم ما أوعدهم به. وقيل : إنه لم يقدر عليهم ، لقوله : (أَنْتُما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ) (١).
روي عن ابن عبّاس : أنّه لمّا آمن السحرة أسلم من بني إسرائيل ستّمائة ألف نفس ، فأرادوا الفساد في الأرض ، فخاف القبط منهم.
(وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قالَ سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ (١٢٧) قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (١٢٨) قالُوا أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَمِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا قالَ عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (١٢٩))
(وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ) تحريضا له على قتل موسى بعد أن أسلم السحرة وغيرهم (أَتَذَرُ مُوسى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ) بتغيير الناس عليك ،
__________________
(١) القصص : ٣٥.