هُمْ بالِغُوهُ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ (١٣٥) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ (١٣٦) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ (١٣٧))
ثمّ زاد الله سبحانه في الآيات تأكيدا لأمر موسى عليهالسلام ، فقال : (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ) ما طاف بهم وغشي أماكنهم وحروثهم ، من مطر أو سيل.
قيل : إنّه أرسل عليهم الماء ثمانية أيّام في ظلمة شديدة ، لا يقدر أحد أن يخرج من بيته. ودخل الماء بيوتهم حتّى قاموا وبلغ إلى تراقيهم ، ومن جلس غرق. وكانت بيوت موسى وسائر بني إسرائيل منضمّة ببيوتهم ، فلم يدخل فيها قطرة ، وركد على أراضيهم ، فمنعهم من الحرث والتصرّف فيها ، ودام ذلك عليهم أسبوعا. فقالوا لموسى : ادع لنا ربّك يكشف عنّا ونحن نؤمن بك ، فدعا فكشف الكلأ والزرع ما لم يعهد مثله ، ولم يؤمنوا. وقيل : المراد بالطوفان الطاعون.
(وَالْجَرادَ) أي : أرسل عليهم الجراد بعد الطوفان ، فأكلت عامّة زروعهم وثمارهم ، ثمّ أكلت كلّ شيء حتّى الأبواب وسقوف البيوت والثياب ، ولم يدخل بيوت بني إسرائيل. ففزعوا إلى موسى ثانيا ، فدعا وخرج إلى الصحراء وأشار بعصاه نحو المشرق والمغرب ، فرجعت إلى النواحي الّتي جاءت منها ، فلم يؤمنوا.